المحلية

الاثنين 19 آب 2019 - 02:44 LD

الحريري العائد من واشنطن: لا تجربوني

الحريري العائد من واشنطن: لا تجربوني

"ليبانون ديبايت" – علاء الخوري

لا قيمة في أجندة الرئيس سعد الحريري لكل الكلام الذي يقال على منصات "الاحتفالات" أو تلك المتصلة بالعالم "الافتراضي"، والتي "تهدد" بنقل المعركة مع رئاسة الحكومة الى مكان آخر، في ضوء التصريحات التي أطلقها رئيس تيار المستقبل من واشنطن والتي أزعجت بعض الاطراف الداخلية.

مقاربة الحريري هذه لا تنطلق من الكلام الذي يُثار في الاعلام عن "جرعات دعم أميركية" يحظى بها الرجل، بل من ثوابت التسوية السياسية القائمة في البلاد تقول مصادر في تيار المستقبل، مشيرة الى أن العودة الى بيروت وعلى عكس ما يُشاع ستحمل معها "جدول أعمال" مزدحم بالملفات وهي تُشكل نوعا من "التوازن الانمائي والمصلحي" للأحزاب والقوى داخل الحكومة، فالجميع تؤكد المصادر "محشور" وعامل الوقت يسير بعكس ما يرغب، وبالتالي فان تضييع المزيد من الفرص لن يكون الا لصالح اسقاط التسوية في البلاد والذهاب بها الى المجهول.

وتشدد المصادر على ضرورة التنبه للورقة الاقتصادية الواجب العمل عليها والتي يُلح عليها الرؤساء الثلاثة، لأن التقارير المالية الدولية تضعنا في خانة " الانهيار القريب" والمطلوب قبل كل شيء الوفاء بالتعهدات الرسمية للدول المانحة في مؤتمر سيدر ويأتي في طليعتها ملف الكهرباء الذي وضعت خطته الوزيرة ندى البستاني وهي بحاجة الى تَلَمس مفاعيلها في الاشهر القليلة المقبلة، والرئيس الحريري يُصر على انهاء هذا الملف الذي يستنزف الكثير من خزينة الدولة، كما أن الدول المانحة كما بعض الصناديق الدولية وضعت أفكارها وتصورها لحل أزمة الكهرباء وهو ما شجع الرئيس الحريري على تبني هذه الخطة.

والى الكهرباء يبرز ملف النفايات، وفي السياق توضح المصادر أن الحريري ممتعض بشكل كبير من مقاربة بعض " المزايدين" لهذا الملف، وتحديدا من قطع الطريق أمام النفايات في مكب تربل، علما أنه أعطى وزير البيئة الضوء الاخضر للسير بهذا الحل المؤقت، لأن البدائل ستطرح في الجلسات الحكومية المقبلة وستكون بموافقة الجميع الذين يعلمون أننا بحاجة الى حلول آنية قبل الشروع بتلك المُستدامة.

وفي الملفات الاخرى تشير المصادر الى ان الحريري لديه الكثير من المعطيات "الاميركية" والتي سينقلها الى رئيس الجمهورية في اللقاء المنتظر بينهما في بيت الدين في الايام القليلة المقبلة والتي ستسبق جلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع، موضحة أن رئيس الحكومة سمع من الاميركيين كلاما واضحا حيال الوضع الاقليمي الذي يشهد حالة استنزاف طويلة يمكن أن تؤثر على لبنان لاسيما إذا أصر بعض الاطراف على تحويل البلاد الى جبهة لتصفية الحسابات.

وبحسب المصادر فان الحريري سيبلغ هذا الموقف للرئيس ميشال عون على أن يكون الاخير الوسيط مع حزب الله لتسهيل المهمة في الملفات الكبيرة التي تحتاج الى عمليات جراحية سريعة لمعالجتها، والعمل أيضا على تجنيب البلاد مخاطر العقوبات الاميركية عليه، وهذا الامر يتم درسه مع الجهات المصرفية ويعمل الرؤساء الثلاثة على تقديم الحلول لدرء مخاطر تلك العقوبات ومنع انسحابها على المصارف اللبنانية.

وتؤكد المصادر أن أي تصريح من قبل نواب أو وزراء بعيدين عن "الطبخة السياسية" لا يُقدم أو يُؤخر بل يأتي في إطار تسجيل المواقف والظهور في موقع "العارف" في حين أن ما هو قادم أخطر بكثير من "صبينات" البعض، فالاتفاق بين الرؤساء في الاجتماع الاخير كان واضحا وهو وضع أي معرقل مهما علا شأنه "جانبا" واعطى الاولوية للمواقف التي تساعد الاقتصاد والاستثمار في البلاد، ومن يقرأ "نشاط" الوزير جبران باسيل يُدرك ما المتفق عليه.

وامام هذا الواقع تحذر المصادر من أي تصعيد يهدد التسوية القائمة في البلاد، مشيرة الى ان الرئيس الحريري العائد من واشنطن يحاول تدوير الزوايا لتسيير أمور الدولة ووقف حالة الاستنزاف وأي "خلل" بتعهدات الاطراف قد "ينسف" اسس المصالحة ويُطير العمل الحكومي ويعيد البلاد سنوات الى الوراء.. فالجميع في مركب واحد ف"اما نسلم جميعا أو يكون مصيرنا الغرق" تختم المصادر.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة