Beirut
16°
|
Homepage
سببان أرغما الحريري على نقل الإحتفال إلى "بيت الوسط"
علاء الخوري | الثلاثاء 11 شباط 2020 - 3:51

"ليبانون ديبايت" – علاء الخوري

في الرابع عشر من شباط عام 2019 جلس الرئيس سعد الحريري في الإحتفال الذي أقامه تيار المستقبل في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعن يمينه الوزير السابق سليم جريصاتي ممثلًا الرئيس ميشال عون، والنائب ميشال موسى ممثلاً الرئيس نبيه بري، وعن يساره رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وإلى جانبه الموفد الملكي السعودي نزار العلولا، وحشد كبير من الشخصيات السياسية وسفراء عرب وغربيين.

يومها كانت التسوية الرئاسية في "ريعان شبابها" وكان الخلاف وإن وُجِدَ على خطِّ بيت الوسط ـ بعبدا لا يفسد في الودّ قضية، طالما أنّ أبواب "البيت" مفتوحة لموكب الوزير جبران باسيل الذي كان "عرّاب" التسويات السياسية، و"طبّاخ" الأطباق الحكومية.


كان خطاب الحريري يومها يعكس التفاهم الكبير في البلاد والهُدنة المعلنة بين الأطراف، وتحديدًا بين "المستقبل" وحزب الله، وفرضت مقتضيات المرحلة ، الحديث في "العام" عن اتفاق الطائف والمحكمة الدولية وغيرها من الملفات، فكانت الكلمة "لايت" خلاصتها أن لبنان دولة لا تتبع لأي محور.

يختلف مشهد شباط هذا العام عن سنوات "التسوية الرئاسية" السابقة، يطلّ سعد الحريري من بيت الوسط هذه السنة مجرَّدًا من منصبه الرسمي وكرئيس تيار المستقبل يُخاطب جمهورًا لم يعد يشبه قيادته، فما قبل السابع عشر من تشرين الأول ليس كما بعده، والحريري الذي كان "يرشي" مناصريه بكلمتين و"سلفي" لم يعد مقنعًا، وبالتالي، يأتي انتقال الإحتفال إلى بيت الوسط بعدما كان مقرّرًا في "البيال" ليعكس قناعة الحريري بعدم قدرته على الحشد الشعبي، هو الذي ورث من والده تيارًا عابرًا للمناطق والطوائف.

فمن خرج في طرابلس ليمزّق صورة الرئيس الحريري موجهًا كلامًا قاسيًا بحقه، هو نفسه الذي يؤكد انتماءه لتيار المستقبل الذي اقتنع به عندما كان الحريري الأب يمدّ له يد العون من خلال الإستثمار بمشاريع يجني قوته اليومي من خلالها، على عكس ما رشح في السنوات الأخيرة حيث تحوّل المُحازب في عهد سعد الحريري إلى ورقة نقدية عشية كل استحقاق الإنتخابي.. بالنسبة الى هؤلاء مشروع "رفيق الحريري" دفنه "سعد الحريري" ودفع خصومه إلى رفع راية النصر.

عاملٌ إضافيٌّ آخر يفرض على الحريري نقل الإحتفال في ذكرى اغتيال والده إلى بيت الوسط، وهو غياب الحضور السياسي نظرًا للخلافات الكبيرة التي ظهرت هذا العام بين الحريري وحلفائه.

على جبهة التيار الوطني الحر، أبواب الحرب فُتحت على مصراعيها، والخطاب الذي ساد بعد انتخاب الرئيس ميشال عون تبدّدت معالمه، وعدنا إلى مفردات التخوين والإتهامات المتبادلة بين الطرفين، بل شَهَرَ الحريري سيفه بوجه رئيس الجمهورية وتياره السياسي معلنًا "حرب إلغاء" لا عودة فيها إلى الوراء.

قد تفهم علاقة "المدّ والجزر" بين التيارين البرتقالي والأزرق، المحكومة بالمصالح السياسية، ولكن تدهور العلاقة بين معراب وبيت الوسط، شكّلَ صدمة داخل القواعد الشعبية بين التيارين، وربما ينظر الكثير من مناصري "المستقبل" إلى سمير جعجع كقائد حقيقي ساند الحريري في محطات كثيرة، ولكن الأخير خذله وفضّل خصمه جبران باسيل عليه.

وينطلق "الحكيم" من "نبضِ" هؤلاء، ليرسم "مسافة أمان" مع الحريري ويقرّر أن "يخذله" عندما طلب منه قبل تكليف الرئيس حسان دياب "المؤازرة المسيحية" لتسميته رئيسًا للحكومة، ولكن جعجع "خذله" هذه المرة، ووجد فرصته لردّ ما أمكن من الضربات التي تلقاها من الحريري حين كان شهر العسل الرئاسي ساري المفعول، وبالتالي، فإن حضور جعجع الإحتفال لم يعد ممكنًا بعدما انتقلت العلاقة بين الطرفين من الفتور إلى البرودة، وربما الخصومة.

أما الحزب التقدمي الإشتراكي، فيدرك الحريري، أنّ العلاقة مع زعيم المختارة تكون في غالبِ الأوقات "على القطعة" وربما ورث هذا الأمر عن والده الذي يعلم جيدًا كيف يفكّر رئيس التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وكيف يطبخ الحل معه، أما الحريري الإبن فلم ينجح باكتشاف العلاج، وانعكس الأمر تباعدًا رغم محاولات الإنعاش التي ظهرت في الأيام الماضية، والتواصل بين قيادتي "المستقبل" و"الإشتراكي" في محاولة لضبط الإيقاع وتنظيم الخلاف ومنع تمدّده في الشارع.

كل ذلك يأتي في وقتٍ يبحث المجتمع الدولي والعربي على مساحة حوار مع المعنيين لمنع تدهور الوضع في لبنان، وهؤلاء يعتبرون أن الحريري اليوم انكفأ سياسيًا ومحاولات "تعويمه" كلّها باءت بالفشل لأنه لم يبادر إلى التقاط الفرص التي أُتيحت له، وهذا الأمر لم يعد مقبولاً بالنسبة لهؤلاء الذين وجدوا أن الرجل فرّط كثيرًا بـ "إرث والده" السياسي والشعبي.

وفي الوقت الذي يلقي فيه الحريري كلمته من بيت الوسط يوم الجمعة المقبل، سيسبقه إلى ضريح والده، عدد من المؤيدين لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يشكون "إبنه" الذي فَرّط بإرثه وخطه السياسي الجامع الذي عمل على بنائه لسنوات.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 11 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 12 المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر