Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"الطفيل"... مِن زمن القصف إلى زمنِ الجَرف
علي الحسيني
|
الاربعاء
01
تموز
2020
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
يبدو أن قدر بلدة "الطفيل" البقاعيّة أن تظل تحت رحمة النظام السوري كما في زمن الحرب كذلك في زمن السلم. هذه البلدة الواقعة حدوديّاً بين لبنان سوريا والتي ظنّت في أواخر العام 2017 أنها عادت إلى حضن الوطن بعدما عاد اليها نازحوها بحماية الجيش اللبناني، تعيش اليوم خوف الإنقراض الجغرافي ومحو آثارها بفعل عمليات الجرف التي يقوم بها النظام السوري في البلدة.
في زمنِ الحرب قصف، وفي زمن السلم جرف. بإختصار، هذا هو واقع بلدة الطفيل اليوم التي تتعرّض لعملية إبادة جغرافيّة على يد النظام السوري عقاباً لها على عدم الرضوخ لتهويلاته ورفضها الوقوف الى جانبه في حربه العبثيّة التي ما زال يشنّها ضد شعبه منذ العام 2011. هذا مع العلم أن عودة الأهالي إلى بلدتهم، كانت رافقتها ضمانات دولية تسمح لهم البقاء بمنأى عن الأخطار والملاحقات، وتعرّضهم مع أملاكهم للأذى.
وتكشف مصادر خاصة لـ"ليبانون ديبايت" أن الشخص الموكل بجرف كل هذه المساحات في بلدة الطفيل يُدعى (ح. د.) يحمل الجنسيّة السوريّة ويدّعي أنه حصل على الجنسيّة اللبنانيّة منذ فترة وجيزة، كاشفة أن هذا الشخص يلقى دعماً من الجيش السوري وتحديداً من ضبّاط في الفرقة الرابعة وهو يقوم بمعاقبة الأهالي الذين يطالبون بدخول الجيش اللبناني إلى بلدتهم.
ما يجري اليوم في الطفيل التي يسعى النظام السوري إلى إبادتها بصمت وفي وضح النهار، هو برسم أصحاب المساعي سواء الحكوميّة أو الحزبيّة لإعادة النازحين إلى ديارهم من بينهم عدد لا يُستهان به من اللبنانيين الذين يعيشون مرارة الغربة ضمن حدود وطنهم الجغرافيّة. من هنا تعلو صرخات الأهالي مطالبة الدولة اللبنانية بعدم تكرار ما سبق وارتكبته بحق البلدة وأهلها حيث ظلت مُهملة لعقود طويلة من دون حتّى وجود ولو طريق فرعيّة تربطها بالوطن أو تدل على انتمائها للبنان.
اللافت أن ما تتعرّض له الطفيل اليوم من إبادة جغرافيّة بفعل محاولة النظام السوري محوها عن خارطة الوجود للأسباب الآنفة الذكر، هو ليس مجرّد معلومات أو تسريبات خرجت من هنا وهناك، بل هي عمليّة موثّقة بالصور ومقاطع فيديو تم التقاطها خلال عمليات الجرف، والخوف الأكبر الذي يُعبّر عنه أهالي البلدة، أن يبدأ النظام السوري بتلزيم البلدة إمّا لحلفائه وجعلها قاعدة عسكرية تابعة له، أو بيعها مُجدداً تماماً كما سبق أن فعل في كل من "مضايا" و"الزبداني". أو حتّى استبدال عقاراتها بالغذاء والدواء بعد إخضاعها لحصار تام.
يُذكر انه في شباط العام الماضي، توغّل الجيش السوري داخل بلدة الطفيل إثر إنسحاب عناصر "حزب الله" منها، لتعود وتنسحب منها بعد أن تم إبلاغها من قبل الجيش اللبناني المتواجد في المنطقة بأن هذه الأراضي لبنانية، مما استدعى انسحاب قوات النظام منها. واليوم فإن "الطفيل" ما زالت عُرضة لأطماع النظام السوري وربما انتقامه، لذلك يبدو أن قراراً قد اتخذ بجرفها عن بكرة أبيها، عقاباً لها على حياديتها وإصرارها على لبنانيتها!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا