Beirut
16°
|
Homepage
سعد الحريري.... "نعيماً يا شيخ"
ميشال نصر | الاربعاء 09 كانون الأول 2020 - 3:00

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

"اسمع تفرح، جرب تحزن"، عبارة تختصر رحلة اللبنانيين مع الرئيس الفرنسي، الذي منذ ان وضع يده بالملف اللبناني والامور ذاهبة الى مزيد من التدهور. فلا ترغيبه وتعويمه، ولا ترهيبه وتهديده للطبقة الحاكمة بدل في الامور تبديل، بل ان "قصر الإليزيه" اندفع في عملية "اعادة تموضع" جديدة بعد" كل "مباراة شد حبال"، عنوانها التراجع خدمة لمصالح لبنان واللبنانيين، وكأننا به يتقمص دور الرئيس سعد الحريري، ينقصه فقط تجرع سم الانتحار ليكون "نسخة فرنسية عن الاصيل اللبناني".

وبما ان زوبعة الانتخابات الاميركية قد انتهت، وبات لزاماً تخدير الشارع "بإبرة مورفين" تساعد على بلع رفع الدعم عن السلع الاساسية تحت ستار "كذبة" الترشيد، استل ايمانويل ماكرون بالتكافل والتضامن مع رجالات السلطة في بيروت، سيف الزيارة الحاسمة على وقع خيبة امله من مؤتمر اصدقاء لبنان، فاتحاً شهية اللاعبين الحكوميين على جولة جديدة من التشاور والتفاوض، ليدور دورته الكاملة ويعود الى "الفراغ"، ذلك ان تشكيل حكومة من عدمه بات لزوم ما لا يلزم، فوجود حكومة اصيلة او حكومة تصريف اعمال، لن ينقذ البلد من كاس الانفجار المحتوم، الذي ستشربه الطبقة السياسية سماً، في مشهد لم يرى اللبنانيون مثله في تاريخهم، كلهم يعني كلهم وحزب المقاومة منهم.


فضغط الاتصالات على خط باريس - بيروت هو عملية "شحادة" فرنسية لموقف يحفظ ماء وجه رئيسها الغارق في الخيبات داخلياً وخارجياً، بعدما اساء تقدير "حجمه" في المعادلات الدولية، واضعا راسه براس الرئيس التركي رجب طيب أروغان ليخسر جميع أوراقه من ليبيا الى قره باخ مرورا بلبنان.

نجح ماكرون في انتزاع تنازل جديد من الشيخ سعد، طبعا بحجة الحفاظ على السلم الاهلي والوحدة الوطنية، وفقاً للمعزوفة الممجوجة ذاتها، تمثلت هذه المرة بقبول الحريري بالتخلي عن مبدا المدورة من جهة، وتسمية الاحزاب للوزراء من جهة ثانية، والاهم قبول الرئيس المكلف بان تكون حصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر سبعة وزراء، اي الثلث المعطل، متستراً خلف الترفع عن الخلافات، على جري عادته، خافياً ضعفه وجريه خلف الكرسي الثالث، عل وعسى يجد فيه حصانة تحفظ له ما تبقى.

غير ان القائم بتلك التنازلات من فرنسي ولبناني، غاب عن باله تجويفه لما تبقى من مبادرة فرنسية التي لم يبقى منها الا العنوان، بعدما كسرت شوكة اصحابها، امام رغبة إيران وحزبها بترك لبنان معلقاً، وفاته ايضاً ان اللعبة خرجت من يده لعدة اعتبارات اهمها سنياً بعد تراجع الحريري في شارعه، وفقا للمؤشرات التالية:

١- سياسيا، انكفاء نادي رؤساء الحكومات السابقين، والذي شكل خط الدفاع الاول عن الحريري، نتيجة خياره بالتغريد خارج سربهم، بعد المعركة الناجحة التي خاضها "السابقون" مع مصطفى اديب والتي انتهت الى صفر تنازلات، قبل ان يقرر الشيخ سعد الانقلاب على نفسه وفقا للعقيدة الجنبلاطية، فتركوه "يقبع شوكه بايدو" ويتحمل وحيداً وزر تخليه عن صلاحيات الرئاسة الثالثة، وما تصاريح الوزير السابق نهاد المشنوق، والنائب الحالي "أفندي طرابلس"، الا اول الغيث. ضف الى ذلك الضوء الاخضر الاميركي والاصفر الخليجي للشقيق الاكبر للنزول الى حلبة المواجهة.


٢- غياب اي غطاء اعلامي يروج له ولخياراته، بعد اقفال الحريري لمؤسساته الاعلامية، وتجفيف دعمه المالي للوسائل الاخرى، وهو ما استفاد منه غريمه الشيخ بهاء، الذي دخل الملعب اللبناني من بوابته الاعلامية "مستثمراً" في اكثر من مؤسسة، وما تقارير الـ "LBCI" "وقواصها" على بيت الوسط الا اول الغيث.


٣- ولعل العامل الاهم، وهو الشارع السني المحقون والمغبون، الذي عاد الى التحرك بشكل لافت، عبر ما بينته احتجاجات ليل الاثنين ورمزية المناطق التي قطعت فيها الطرقات، نتيجة التسريبات عن خطوات رفع الدعم او ترشيده. وهذا المؤشر هو الاخطر بعدما اعتبر الحريري انه مع اعادة تكليفه بات الشارع في جيبه.
في كل الاحوال وبعيداً عن اي تسرع ستظهر الايام القادمة صوابية ذلك من عدمه ليبنى على الشيء مقتضاه.

عليه، هل يكمل الشيخ سعد في مغامرته بتراس حكومة "مهمة" ولدت ميتة؟ ام يتريث في انتظار جلاء الصورة؟

وبطبيعة الحال، فان دفاع الحريري يواجه بهجوم من قبل الرئيس حسان دياب عنوانه عدم القبول بتعويم حكومة تصريف الاعمال ورمي كرة ملف رفع او ترشيد الدعم في ملعب الحريري وحكومته العتيدة. فمن سيفوز في السباق على كسب الشارع اللبناني وخصوصا السني؟

بحسب "الهمس" ووفقاً للحركة "المشبوهة وغير الاعتيادية" لبعض مجموعات الثورة، يبدو ان تحركاً ما يجري التحضير له من حيث اصرار منظميه على ابقائه سرياً الى ان يحين وقته. غير ان الغوص قليلا في بعض التفاصيل يكشف المفاجئة: زيارة ماكرون هذه المرة ستترافق وحركة احتجاجية كبيرة في الشارع، إذا ما صدق التحليل.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر