"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

جمهوريَّة عَلى عَكّازَة. أقصَى طموحُها أن تَحصَل عَلى كرسيٍّ كهربائي. أعجَزُ مِن أن تصعَد سَلالِمَ مِن دَرجَتَين وأوهَن مِن بيتِ عَنكَبوتٍ عاقِر. كلُّ الزّعران مرّوا بِها. كتَبَوا على حيطانِ مُدُنِها " أبو العَبد وأبو الجَماجِم وأبو الهَول وأبو كَلَبشة مَرّوا مِن هنا ". كانَت تَتعرّى لكلّ واحِدٍ وتقتَرِفُ سُفاحَ القُربَى مَعهم حِفاظاً على "الوحدَةُ الوطنيَّةُ والسِّلمُ الأهلي".

جمهوريَّةٌ غيّرَتْ عَلى ضِرسِها الكَثيرَ مِن الأوصِياء. كلّخَتْ أضراسَها بالعثماني والفَرنسي والإسرائيلي والسوري والأميركي والتركي. كلُّ دُوَلِ العالَم ما عَدا جُزُر القُمُر بَلَّت أيديها في دَمِنا. ليسَ السؤال عمّا إذا كانت الجمهوريَّةُ مؤهّلَةً للمَشي بِلا عكّازات. باتَ مَبتوتاً أننا سننتَقِلُ مِن عَكّازَةٍ إلى أُخرَى. كلَّما سَنَحت للجمهوريَّةِ فرصَةُ السّيَر مِن دون عَكّازَة تبدأً رِجلَها اليُمنى بِرفس اليُّسرَى. ساقان للجمهوريَّة مَكتوب عَليهِما " للدّيكور فَقَط ".

البَحثُ يَدورُ حَولَ بلَد وِصايَة. البلدانُ الفاعِلَةُ سابِقاً مَفعولٌ بِها هذه الأيام. الجمهوريَّةُ تَرنو إلى قبرص. قبرص فَشخَة. صارَ فيها لبنانيّون أكثَر مِن القبارِصَة. هناك يمكنُ للجمهوريَّةِ اللبنانيَّة أن تَختار إما تركيا وإما الإتّحاد الأوروبي. لَم يُعطَ لَجمهوريّتنا يَوماً أن تَختارَ وَصِيَّها. هذه المرّة يمكنُ أن تَختارَ الإستِلقاء عَلى شاطئ فاماغوستا فتتكلَّم التّركي وتعبِّر عَن ال " التشكُّرات " للرئيس رَجَب طيِّب أردوغان أو تتجوّل في أسواق آيا نابا وتتمتَّع بِما تَركه المِطران مَكاريوس لهذه الجَزيرَة المِضياف. في الحالَتَين سيكونَ بِمقدور جمهوريَّتِنا أن تتناوَل أطباقَ " السّوفلاكي " وجبنَة الحَلّوم المُبلطَحَة.

قوّاتُ رَدعٍ قبرصيَّة ستضمَنُ الأمنَ بينَ "الشرقيَّة و" الغربيَة ". مفوّضٌ سامٍ قبرصيٌّ سيعودُ إلى ال " بو ريفاج " وسيَتوافَدُ إليه المسؤولون اللبنانيون للشكوى عَلى بعضِهِم البَعض وسيتولَّى هوَ زجرَهَم باللغَةِ القبرصيَّة. ستنتَظِمُ الحياةُ السياسيَّة وتُحترَمُ المَواعيدُ الدّستوريَّة وسيُقدِمُ رئيسُ الحكومَة اللبنانيَّة وتِبعاً لأعرافِ الوَصايَة بِتَقديمِ مفتاح بيروت الذَّهَبي لِخليفَة غازي كِنعان ورستم غَزالي القبرصي. سَتُرفَعُ الأعلامُ القبرصيَّةُ في عَددٍ من المدن والقرى وتنتشِرُ مَعاهِدُ تَعليمِ هذه اللغَة في عَددٍ من المناطِق وستكثُرُ على طرقاتِنا لا سيَّما الجبليَّةَ منها قطعانُ الحَمير القبرصيين المقلَّمين بالأبيض والأسوَد. سيكون عدَدُ الحَمير في جمهوريِّتنا كافِياً لِمَحوِ أعدادِ بعضِ زملائِهِم اللبنانيين الذينَ لَم يَحفَظوا طريقاً وَلَم يَحمِلوا عِبئاً سِوى حِفظِ طَريقِ الفَساد وحَملِ عِبء سبائِكِ الذَّهَب.

مواهِبُ الفينيقيين جاهِزَة. تأليفُ الأغاني تَمجيداً بالحَضارَةِ القبرصيَّة. عَتابا ومخمّس مَردود في تَمجيد وتَبجيل كل سلالَة الرؤساء القبارِصَة. مِن مَكاريوس إلى أنستسيادِس. محازِبون لقبرص التركيَّة سيرفَعون صُوَر الرّئيس رَؤوف دنكطاش. 14 آذار جديدَة في مقابِل 8 آذارمُراجَعَة ومُنَقَّحَة. صِراع تِركي أوروبي وَشيك سيدفَع البعض إلى المناداة بِ " حَياد لبنان الإيجابي ". لا للقبرصَة ولا للتّتريك. ستحمِلُ الجمهوريَّةَ حَميرَها مِن بعضِ أهلِ السياسَةِ لتفتشَّ عَن وصايَةٍ جَديدَة. سترتاحُ للكانغورو. في جيبِه اللّحمي يمكنه أن يحضنَها ويسيرَ بِها بعيداً عَن المتربّصينَ شرّاً بِها. مِن أوستراليا إلى البَرازيل ستهاجِر الجمهوريَّة بعدَ حين. مرّة جَديدَة ستنتشِرُ أغاني تمجّدُ قبائِلَ الأمازون وسينبرَي بعضُ الكَتَبَة وأشباهُ المؤرِّخين في تأكيد ِالقربَى مَع قَبائِل " اليانو مامي ".

مؤتَمَرٌ تأسيسيٌ نقترِحهُ يكونُ مخصَّصاً فَقط لِمناقشَة بَندٍ واحِد أحَد. أيُّ حيوانٍ سنرتَضي لِحكمِنا. الحِمار القبرصي، الكانغورو الأسترالي أم التمساح الأمازوني؟ وِصايَةٌ سريعَةٌ تضمَنُ للجمهوريَّة قليلاً مِن الهَواء بينَ انفِجارٍ وانفِجار وبينَ حربٍ وأخرَى. أيُّ رَمزٍ حَيوانيٍ لأي بَلَدٍ سيكونُ مُرحّباً بِه في جمهوريَّةٍ فقَدَ سياسيّوها إنسانيَّتَهُم حتّى باتَ الشّعبُ يفضِّلُ الرّكونَ إلى رموزِ الحيوانات بِدَل الرّكونِ إليهم.