Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هل دَخَلنا الجانب المُخيف من الأزمة؟
فادي عيد
|
الاربعاء
17
آذار
2021
-
4:19
"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
بات واضحاً، ودون أدنى شكّ أن الحكومة لن تبصر النور في هذه المرحلة، وثمّة من بدأ يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إلى إعادة تفعيل عمل حكومته، ما يعني أنه ليس في الأفق أي حكومة عتيدة، بل ستبقى حكومة دياب إلى نهاية العهد الحالي، وفق ما تكشف مصادر سياسية مطّلعة، إذ أشارت إلى ما أعلنه بالأمس رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في هذا الإطار، كما أشارت إلى دعوة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط منذ أسابيع قليلة دياب لتفعيل حكومته، وهو الذي لم يسبق له أن كان هناك أي ودّ أو علاقة معه أو مع أي من الوزراء في حكومته، كان يدرك أن هناك استحالة لتشكيل حكومة في المدى المنظور، وبالتالي، جزم بعدم قدرة الرئيس المكلّف سعد الحريري على التوافق أو التعايش مع رئيس الجمهورية.
وعلى هذه الخلفية، صدر أكثر من موقف مماثل من أطراف سياسية عدة في الأيام القليلة الماضية، مع بداية الإنهيار السريع للعملة الوطنية، وانحدار البلد باتجاهات مخيفة، وحيث يريد الجميع أن يكون هناك اهتمام بشؤون الناس كي لا تفلت الأمور من عقالها، وينزلق الشارع بشكل يصعب على أي زعيم أو حزب لجمه.
وفي السياق، علم أن جنبلاط عندما دعا إلى تسوية منذ أيام، وقال أن لا مشكلة لديه بأن يكون عدد وزارء الحكومة أكثر من 18 وزيراً، فهو، وإن لم يبحث هذه المسألة، أو أي شأن حكومي أو سياسي خلال لقائه برئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال إرسلان، فإنه فاتح الرئيس سعد الحريري عندما التقاه في بيت الوسط أمس الأول، بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، ولكنه، ومن خلال الحديث معه، استشفّ أن هناك عدم رغبة إطلاقاً من قبل الحريري بزيادة عدد الوزراء، وأنه متمسّك بصيغة ال 18، ولا مجال للتراجع أو التنازل عما سبق وأكد عليه، ولا سيما بالنسبة للمسودّة التي كان قد قدّمها لرئيس الجمهورية، فالبحث بالحقائب، وما يجري من وساطات حول هذه التسميات قد يكون قابل للنقاش، ولكن صيغة ال18 هي محسومة وثابتة.
وتابعت المصادر، أنه يظهر جلياً أن كل فريق متمسّك بشروطه، ولا يريد التراجع، وهناك إقرار من قبل الحلفاء والخصوم على التمسّك بمواقفهم وثوابتهم، وإن كان البلد يغرق، على اعتبار أنهم يدركون أن ما تبقى للعهد من ولايته، وصولاً إلى الإفلاس الذي يحيط بكل المؤسّسات والوزارت والإدارات، فهذا يدفعهم إلى عدم المغامرة بحكومة قد يكون مصيرها الفشل، في ظل وجود معلومات بأن المجتمع الدولي والدول المانحة لن يقدموا للبنان أي دعم أو مساعدة على خلفية الشروط السياسية المفروضة، والدعوة للإصلاح وأمور كثيرة غير قادرة أي سلطة على الإلتزام بها.
ولذلك، سيبقى الوضع على ما هو عليه من مراوحة وخلافات، وبالتالي، عدم تشكيل حكومة مهما كان عددها وشكلها ومضمونها وبرنامجها السياسي، لأن الأساس لدى المجتمع الدولي والدول المانحة، يتركّز على الإصلاحات والخطط المستقبلية، قبل هوية وانتماء هؤلاء الوزراء. وأمام هذا الواقع، أضحى من المتعارّف عليه، أن لا حل لهذه المعضلات لن يكون إلا من خلال تسوية دولية وإقليمية للخروج من هذا النفق المظلم، وبانتظار هذه التسوية، فإن البلد سيعيش مرحلة صعبة قد تكون الأقسى في تاريخه، لأن الأجواء على الأرض من خلال الحراك والأحزاب وكل التقارير السياسية والأمنية، ينحو باتجاه تطورات بالغة الخطورة ستشهدها الساحة الداخلية في هذه المرحلة المصيرية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا