Beirut
16°
|
Homepage
نصرالله يحذّر... الأمر لي
ميشال نصر | السبت 20 آذار 2021 - 5:45



ليبانون ديبايت - ميشال نصر



على وقع لقاء "كَسر الجليد" بين الرئيسين في بعبدا، أطلّ الأمين العام ل"حزب الله" ناصحاً متوعّداً، مهاجماً، هارباً إلى الأمام، موجّهاً رسائل نارية بالجملة ظاهرها نصائح، قالباً المعادلات الحكومية، شكلاً طبيعةً وبرنامجاً، راسماً خارطة طريق لأيام سوداء مُنتَظَرة. فبين ظهر الخميس ومسائه، رسمت المعطيات مشهداً قاتماً على الصعيد السياسي ومستقبل الوضع، ما بعد يوم الإثنين.


فما حقّقه لقاء بعبدا من تنظيم للخلاف ورسم قواعد اشتباك جديدة، ليواكب المرحلة القادمة، دفع بأمين عام الحزب إلى مصارحة جمهوره، مبدّداً جزءً كبيراً من الرهان على فكّ أسر الحكومة، بالتكافل والتضامن مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي غرّد مؤيّداً الحليف، في الطروحات والمواجهة.



اللافت أن كلام سيد الحارة، استنساخ بالكامل لخطابه الأول بعيد اندلاع ثورة ١٧ تشرين. صحيح أن السيد بدأ كلامه بالحديث عن عدم الرغبة بالحرب، والإعتماد على فائض قوته لحلّ الأزمات، متّهماً في الوقت ذاته أطرافاً  "مجهولة" مموّلة من سفارات وجهات خارجية، بالعمل في هذا الإتجاه، إلاّ أن كامل الحلول والنقاط التي أوردها، كفيل كل منها بفتح معركة لا يمكن لأحد الجزم بنتيجتها، وأبرزها:


- في حديثه عن الحكومة، كشف لأول مرة موقف الحزب الحقيقي، بعد تحرّكه في الشارع الأسبوع الماضي، ما يفسّر قرار حارة حريك بعدم الضغط على حليفها، خلافاً للعادة، حيث تقوم خطة الحزب على فشل تشكيل حكومة اختصاصيين، وتفعيل حكومة "غرندايزر"، مع ما يعنيه ذلك من "عزل للتكليف"، فالذهاب إلى حكومة تكنوسياسية. ولكن ألا يمكن أن يؤدي ذلك إلى فتنة وحرب أهلية؟

في المنطق السياسي، يعني ذلك أن المحور المقاوم قرّر المواجهة مع الخارج، وبالتالي، دفن المبادرة الفرنسية عشية تهديد الرئيس إيمانويل ماكرون، والأهمّ أن الحزب قدم مؤشراً جديداً عن فشل لقاءات موسكو. فهل قرّر دعم "العمّ والصهر" في مواجهة "الشيخ"؟ أم هو استكمال لسياسة "توريط الإثنين"؟


- في الحديث عن قطع الطرقات، من الواضح أن حزب المقاومة لم "يَبلَع" بعد كلام قائد الجيش ولم يهضمه، وإلاّ ما الذي قصده من لَومِه الجيش وتحريضه على فتح الطرقات وعدم الرضوخ لإرادة السفارات، وهو يعني هنا تحديداً السفارة الأميركية، إذ يبدو أيضاً أن زيارة قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال ماكينزي وتصريحاته، لم ترق لمحور الممانعة.

ولكن يبقى الأهمّ، هل يُفهم من كلام السيد وإشارته إلى أنها "فوّلت معه"، دعوة جمهوره ومؤيّديه لفتح الطرقات بالقوة؟ وماذا عندها عن حديثه عن الحرب الأهلية؟


- تحذيره من أن حكومة اختصاصيين غير قادرة على رفض شروط صندوق النقد الدولي برفع الدعم. فهل يعلم السيد أن حكومة "غرندايزر"، أوشكت على رفعه دون طلب، بسبب نفاذ الإحتياطي الناتج عن حماية "جماعته للتهريب"، هذا دون نسيان ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أفقد اللبنانيين قيمة رواتبهم وحتى أعمالهم. 
فعن أي دعم تتحدّثون؟


-عودة" نغمة" تخوين البطريرك، عند اعتباره أنّ "المطلوب من الحياد في لبنان هو أن نكون جزءً من المحور ‏الأميركي - الإسرائيلي"، رغم أن طرح الراعي واضح جداً، ولا يحتاج إلى تفسير أو تأويل. لمن يريد أن يفهم، فنغمة التخوين ما عادت تنفع أو تخيف. ولكن هل يعني هذا الكلام أن التواصل مع بكركي لم ينجح في تحقيق غاية الحزب وأهدافه؟ وهنا، ألا يظن السيد أن الهجوم والتحريض الدائم ضد مقام البطريركية ستكون له تداعيات وخيمة على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي؟ 
-غمزه من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مُحَمِّلاً إيّاه مسؤولية السير بالتمديد لحاكم مصرف لبنان تحت تهديد ارتفاع سعر الدولار، وهو ما حصل رغم التجديد لرياض سلامة، الذي بات واضحاً أنه سيكون "العِجل المُثَمّن" متى حان الوقت. فهل رفع الحزب غطاءه؟


خلاصة قول السيد، "إذا أبدكنش تعملوا لَحّ أعمِل" ، هي المعادلة الجديدة التي تحاول الحارة تمريرها استباقاً لأي انفجار أو تدويل. قد تصحّ تلك الرؤية، رغم أن المنطق يقود إلى أن حسابات بيدر السيد لن تطابق حسابات حقل اللبنانيين. فالخيار الثالث سيسرّع الإنفجار، ويقود إلى حرب من نوع آخر. ملاحظة بارزة ولافتة هنا، تغاضي أمين عام "حزب الله" عن مقاربة نتائج الزيارة الروسية، وكذلك التهديدات الإسرائيلية الأقوى للبنان .


"كل الطرق بتودّي عالطاحون"، وكل ما قاله السيد لا يوصل إلاّ إلى حرب أهلية أو "ميني واحدة"، على ما يرى الشاطر حسن، مستدركاً،"عاقل يحكي ومجنون يفهم".


وهنا لا بدّ من إنعاش ذاكرة البعض، والعودة في التاريخ إلى أكثر من سنة، يوم زفّ "أبو هادي" إلى اللبنانيين علامة "نهاية الأزمنة" يوم قال ما حرفيته: "يمكن أن يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تدفع فيه رواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن المقاومة ستظل قادرة على أن تدفع الرواتب"... وها نحن بعد سنتين وعلى قاب قوسين أو أدنى من تحقّق النبوءة.... فالكلّ مسؤول عن الخراب إلاّ الحزب... فإذا كان خير الكلام ما قلّ ودلّ، فإن اللبيب من الإشارة يفهم.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بالفيديو: طاعن الكاهن في سيدني يتحدث العربية! 9 بعد إتصال تلقتّه ابنة شقيقته... ما مستجدات جريمة العزونية؟! 5 "معلومات عن هبوط طائرة إسرائيلية في مطار بيروت".. تقرير يكشف الحقيقة "الكاملة"! 1
"لا نقبل بالأمن الذاتي"... مولوي يكشف تفاصيل عن مقتل سرور 10 مخالفة دينية في قرية بقاعية! 6 عملاء لبنانيون وسوريون متورطون بجريمة قتل سرور! 2
"سريٌ حتى التنفيذ"... معلوماتٌ عن موعد الرد الاسرائيلي! 11 جريمة قتل في العزونية بتوقيع سوري... والأمور قد تخرج عن السيطرة! 7 خبير دولي يتحدث عن "عاصفة حربية" ستضرب لبنان وسوريا ورفح! 3
جثة "مقطّعة" في هذه المنطقة! 12 خرجوا عن الطاعة.. أم كبش محرقة جديد؟ 8 وزارة الصحة تسحب هذين المنتجين من الصيدليات! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر