Beirut
16°
|
Homepage
جنبلاط العائد بعد غربة "قسريّة"
علي الحسيني | الاربعاء 14 تموز 2021 - 2:47

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

عاد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، إلى الموقع الأحبّ إليه والأقرب إلى جمهوره وأبناء بيئته بعد "غربة" قسريّة فرضها الواقع الإقتصادي والصحّي الذي تمرّ به البلاد، والذي فرض بدوره نوعاً آخراً من العمل، مارسه جنبلاط بكل مسؤولية ووطنية عندما عاش ألم الناس ووجعهم، وراح "يُطبطب" على الناس بما تيسّر من دون تفرقة بين إبن جبل أو إبن عاصمة، أو بين دار طائفة أو دار فتوى.

عادت السياسة بالنسبة إلى وليد جنبلاط، لتُشكّل حيّزاً هامّاً في حياته وعمله، كما كانت عليه سابقاً، وخصوصاً في طريقة سرده للوقائع سواء التي يخشاها أو التي يستبشر من خلالها خيراً. والأهمّ في هذه العودة، أن الإنتقادات وتسمية الأمور بأسمائها، عادت هي الأخرى لتُضيء على ما يشغل بال "البَيك" ولترسم الطريق أمام جمهوره ومُحازبيه، ولتقول لهم ولغيرهم، أن وليد جنبلاط ما زال كما هو، ولم يزح عن الدرب الذي رسمه، لا لجهة أولوياته الداخلية، ولا في ما يتعلّق بنظرته الخارجية.


في الداخل، وتحديداً في ما يتعلّق بالبيت الدرزي، لوحظ كيف عادت حركة جنبلاط إلى سابق عهدها من خلال مُحاولته رفع "الأنقاض" عن بعض الأضرار التي سبق أن تسبّبت بها الإنقسامات الحزبية في الجبل، لا سيما بين " الإشتراكي" والحزب "الديمقراطي اللبناني" برئاسة النائب طلال إرسلان، والتي سقط خلالها شهداء وجرحى من الجهتين، وتركت ندباً داخل هذا "البيت" ما زال قائماً حتّى اليوم. أمّا في الخارج، فقد كانت تغريدة جنبلاط أمس حول كيفيّة تغذية النظام السوري خزينته، خير دليل على أن العلاقة مع هذا النظام ما زالت على ما هي عليه، ولم يطرأ عليها أي تبديل كما يحلو للبعض أن يُحلّل.

المُلاحظ اليوم، أن الإستقبالات في دارتي جنبلاط سواء في المختارة أو في كليمنصو، عادت إلى سابق عهدها إثر تراجع إصابات فيروس "كورونا"، وبذلك عاد الإحتكاك مع الناس والوقوف عند مشاكلهم، ليفرض نفسه كمادة أساسية في طبيعة حياة "البَيك" والتي اعتادها منذ لحظة تولّيه مسؤولية طائفته بعد اغتيال والده كمال جنبلاط. كما أن السبب الأبرز لهذه العودة، أن الأزمة السياسية في لبنان، وتحديداً موضوع تأليف الحكومة، لم تعد أزمة داخلية فقط، بل تحوّلت إلى خلاف خارجي، على الرغم من وجود بعض الأسباب التي لها علاقة بالصلاحيات وما شابه.

كما هو معروف، فإن لجنبلاط أولوية دائمة، هي تحصين الوضعين الداخلي و"الطائفي"، وهذا الأخير معطوف على مناطق نفوذه وُمجتمعه حيث يجهد لطيّ صفحة الخلافات القديمة وأثارها، بالإضافة إلى سعيه لعدم السماح لانطلاق أي فتنة من الجبل على المستويين المسيحي ـ الدرزي، أو الدرزي ـ الدرزي. وفي ما يتعلّق بالإهتمام الحكومي، بات جنبلاط يعلم أن المشكلة خرجت من مُحيطه لتستقرّ عند الآخرين، وهو الذي ذلّل عقبة التمثيل الدرزي يوم راح البعض يتنكّر لأساس المشكلة ويشكو من أن العقدة موجودة لدى الدروز.

وبحسب الأجواء المُحيطة بوليد جنبلاط، فإن الرجل يبدو عالماً ببواطن ما تُخفيه المرحلة المُقبلة لجهة ما يتعلّق بمصير لبنان، لذلك، يُحاول التخفيف من وطأتها وخطورتها، ومن هنا، تأتي عملية تحصين "البيت الدرزي"، والنأي به عن أي صراع طائفي أو مذهبي، ولهذا، كان سبّاقاً لعقد لقاءات "ثنائيّة" و"ثلاثية" درزية، على الرغم من الإنتقادات التي طالتها سواء من جمهوره أو حزبه من زواية، أنه كيف لرجل بحجم جنبلاط مع كل ما يُمثله، أن يُلبيّ طروحات ومُبادرات أقل من هم شأناً منه سياسية وزعامة ودوراً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 9 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 5 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 1
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 10 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 6 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 2
بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 11 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 7 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 3
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 12 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 8 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر