رأى رئيس تحرير صحيفة الجمهورية جورج سولاج أن "هناك الكثير من الإجتهادات في ملف المبادرة القطرية التي يجب وضعها في المشهد العام للملف الرئاسي، فمع تعثر المبادرة الفرنسية تقدم القطريون بطرحهم الذي لا يختلف كثيراً بالشكل عن الفرنسيين".

وفي مقابلة عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال سولاج: " زيارة الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لو دريان لم تكن محضرة جيداً، وجاءت على عجل بعد وصول المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى بيروت. وفي حين طرح الفرنسي التخلي عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مقابل التخلي عن الوزير السابق جهاد ازعور لعدم إمتلاك أي من المرشحين أغلبية قادرة على إيصاله إلى الرئاسة، طرح القطري التخلي عن فرنجية مقابل التخلي عن قائد الجيش جوزاف عون والبحث عن مرشح ثالث. غير ان القوى اللبنانية لا زالت متمسكة بمواقفها ومرشحيها وبالتالي لم يتحقق الإختراق المطلوب".

وأضاف "عدل كذلك الرئيس نبيه بري عن فكرة الحوار بعد أن واجه الرفض المسيحي، الصريح من قبل القوات اللبنانية، والمبطن بشروط تعجيزية من قبل التيار الوطني الحر، والحقيقة هي أنه لا القطري ولا الفرنسي قادران لوحدهما على إنجاز الإستحقاق الرئاسي، الوحيد القادر هو الأميركي والإيراني".

ولفت إلى أن "المناخ الإقليمي إيجابي جدًا، وقد أنتج حدثين إستراتيجيين مهمين، يشكلان فرصة جدّية للنهوض، الأول هو إفراج الولايات المتحدة الأميركية عن 6 مليار دولار من الأموال المجمدة لإيران دعماً لتطور المفاوضات الأميركية الإيرانية والتي رغم سرّيتها سيعلن عن تقدمها قريباً، والإفراج المالي كان بمثابة حسن نية من قبل الأميركيين.

أما الحدث الثاني فهو الحوار السعودي الحوثي بتشجيع إيراني، الذي تسير مفاوضاته بإيجابية كبيرة، هذا المناخ سينعكس حكماً إيجابية على لبنان والمنطقة، ولكن القوى اللبنانية بتباطؤها وتأجيلها الإنتخابات والإصلاحات تؤخر نفسها، ولكن ليس لوقت طويل، خاصة إذا تبين أننا نملك كميات مهمة من الغاز".

وأضاف "من جهة أخرى يهتم الأميركي بإعادة إحياء الإتفاق النووي بينه وبين إيران قبل انتخاباته الرئاسية، وهذا له ثمنه، وكان الإيرانيون قد سلفوه ترسيم الحدود البحرية في لبنان وعليه دفع الثمن. وبالتالي ليست الأسماء التي تصنع الرئيس إنما الحسابات الإقليمية الكبرى، والحل هو بعدم مقامرة القوى السياسية على البلد، وبإنتخاب رئيس وتشكيل حكومة وإقرار إصلاحات وإلا الإنهيار محتم".

ووجد في "توافد النازحين إلى لبنان، في الوقت الذي يهاجر فيه شبابنا، دلالة إلى أن النزوح هو في الحقيقة إحتلال، وجميع القادمين الجدد يجيدون إستعمال السلاح، أما المسؤولية لا تقع فقط على الدولة اللبنانية أو الجيش اللبناني إنما ايضاً على البلديات التي تملك صلاحيات واسعة، وعلى المواطنين الذين يؤمنون للنازح المسكن والعمل، توقفت الحرب في سوريا فلماذا علينا الإستمرار في إستقبالهم؟".

واكد سولاج أن "مصرف لبنان سابقاً، كان يتدخل بالسوق لتثبيت سعر الصرف ولا زال يفعل ذلك وسيبقى، ولكن ليس بأموال المودعين إنما بإمكاناته الخاصة، والدعاية السلبية التي تسوّق لإرتفاع سعر الصرف، مسيئة للإقتصاد، فحاكم المصرف بالإنابة وسيم منصوري اليوم قادر على خفض سعر الدولار ولكنه لا يفعل لأسباب تكتيكية. كذلك يحاول منصوري الطلب من مجلس النواب إقرار قانون يسمح له بإسترداد بعض الأموال من الذين ربحوا ملايين الدولارات عن طريق تسديد القروض على سعر 1500 ليرة للدولار الواحد مطالباً بإجبارهم على دفع ضريبة على الأرباح".

وأشار إلى أن "الدولة اليوم لا تجبي أموالها كما يجب، فالدوائر العقارية مقفلة دون سبب مقنع، كذلك دوائر التكليف، أما التهرب الجمركي فمتروك وكأن الدولة لا تريد أن تجبي أموالها، والنظام الحالي غير مفيد للبنان، فالفراغ مستمر والدولة تتفكك، هذا النظام مات ونحن بحاجة لدفنه، وإتفاق الطائف لم ينفذ بكليته".

وختم سولاج بالتأكيد أن "لودريان عائد الى بيروت لدعوة الفرقاء إلى لقاء على الغداء او العشاء في السفارة الفرنسية، كما لا استبعد أن يقترح القطري دوحة جديدة، علماً أن السعودية وعلى الرغم من مللها من القوى السياسية، لا تزال تنتظر أن يتوصل اللبنانيون إلى حل مشاكلهم بأنفسهم وينتخبون رئيساً لتبني على الشيء مقتضاه، إذ لدينا 22 اتفاقًا مع المملكة تنتظر زيارة الرئيس اللبناني العتيد ورئيس حكومته الى السعودية كي يتم توقيعها".