Beirut
16°
|
Homepage
مشايخ سلفيون: "لبيك حزب الله"!
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 08 آذار 2024 - 7:14

"ليبانون ديبايت"- عبدالله قمح

لا بدّ أحياناً من الخروج عن القواعد، والتفكير خارج الصندوق من أجل الوصول إلى خلاصات مختلفة، أو ربما بلورة مفاهيم جديدة، قد تكون آنية، وقتية وظرفية، نعم، لكنها تؤسس إلى منفعةٍ ما في ظرفٍ ما. أحياناً أيضاً، تحصل تطورات تدفع إلى إجراء تغييرات وقراءات شاملة تستبدل مواقف سابقة بأخرى حديثة ذات اختلاف جذري. لا مشكلة في ذلك، غالباً، طالما أنها لا تُشكّل أساساً يؤدي إلى تبدلات في مسائل ثابتة، أو تؤثر على مفاهيم عقائدية معينة، وطالما أنها لن تدفع إلى إجراء تغييرات جذرية كبيرة. هكذا يفكر "سلفيون" في هذه الأيام، بظل "طوفان الأقصى" والحرب المستمرّة على قطاع غزّة.

تحول سلفي!
أن تسمع شيخاً أو داعياً سلفياً سواء في مدينة طرابلس أو شمال لبنان أو البقاع الغربي أو حتى بيروت ينعت "حزب الله" بـ"المقاومة"، أو يصف عناصره بـ"المجاهدين" بعد كل الذي جرى وحصل في سوريا طيلة أعوام من التناحر المتبادل بين الفريقين، لا بدّ أن يكون حدثاً إستثنائياً. لحظة تحول مهمة بصرف النظر إذا ما كانت ظرفية أم لا.


تسلسل الأحداث بدأ مع عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول، وما تبعها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، وما يترافق معه منذ 8 تشرين من تفاعل الحزب كمقاومة إسلامية، وما تبعه ورافقه من دماء تُدفع في الجنوب "على طريق القدس"، ومن أداء عسكري إسناداً لغزة، بدءاً من اليمن ووصولاً إلى العراق. كل ذلك دفع إلى بلورة خطاب مختلف ورؤية مختلفة، استحوذت على مشايخ يُعتبرون من صلب الحالة السلفية اللبنانية أو أنهم يعبرون عنها. منهم من أبكر في خطابه "المختلف" مستغلاً حضوره الدائم على منابر المساجد، ومنهم من تأخر لكنه استلحق نفسه. وخلال الفترة الماضية، عُدت في طرابلس والشمال بشكل أساسي، تسمع عبارات تستبطن تأييداً واضحاً للعمل المقاوم الإسنادي الذي يؤديه "حزب الله" من جنوب لبنان نصرةً لغزة، وتسمع عبارات رضى حول الأداء اليمني في البحر الأحمر وما يخلّفه من إرباك للسفن المتجه نحو إسرائيل، كذلك في شأن الدور العراقي. ومنذ بدء الإعتداءات الإسرائيلية التي طاولت كل صغيرة وكبيرة في غزة، أخذ مشايخ ودعاة "سلفيون" ينشطون بكثرة، في القاعات والمساجد، للتعبير عن حالات تضامن مع غزة، والسعي إلى خلق أكبر إطار تضامني معها. ومتناغمين مع نظرائهم من مشايخ يتبعون لدار الفتوى، وحدوا خطاباتهم في اتجاه تخصيصها في مجال تناول الجرائم الإسرائيلية ضمن حيّز أوسع من ذلك المُعتمد في مقاربة القضايا المحلية، والتذكير دوماً بالتخلي "العربي والإسلامي عن المسلمين في غزة"، فيما بعضهم وصل إلى حد توجيه انتقادات حادة لدول عربية وإسلامية معينة نتيجة تخلفها عن "إنقاذ المسلمين".

شيخ سلفي: أنا مع إيران!
يقول شيخ ذو توجهات إسلامية سلفية ومن الوجوه المعروفة في الشمال (فضّل عدم ذكر اسمه) لـ"ليبانون ديبايت"، إنه "بات منذ 7 تشرين الأول 2023 أقرب إلى حزب الله من أي تيّار سلفي آخر. لا بل يشعر أنه أقرب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة". ببساطة لأن حزب الله وإيران واضحان في مساندة غزة ودعم المجاهدين وقتال الصهاينة. وأنه لواجبٌ ديني علينا مساندتهم، في مقابل غموض يقارب التآمر من جانب الآخرين".

حدث من هذا النوع أُعدّ إستثنائياً، ببساطة لأنه قضى على السردية التي سوّقتها تيارات معينة لعقود خلت، قامت على فكرة أن "الحزب يحمي إسرائيل" أو أنه "لا يُقاتل إسرائيل"، إنما يتوجه إلى فئات محددة من المسلمين لقتالها، أو أنه يعمل على نشر "التشيّع" ضمن البيئة العربية! الآن، يعود نفس الأشخاص وأحياناً نفس التيارات إلى نقد الذات من خلال إعادة إنتاج خطاباتهم وفق حالة مؤيدة للمقاومة!

الحالة الإسلامية بشكل عام سواء في الشمال أو في بيروت، تفاعلت بشكل ملفت وملحوظ مع تطورات الأوضاع في غزة. وكلما زادت التطورات زاد التفاعل. كثر من المشايخ بشكل عام بدلوا من مواقفهم أخيراً تجاه "حزب الله". من بين هؤلاء من كان يُصنّف خصماً شرساً للحزب، والآن بات يميل إلى تبنّي مفردات مقاومة، يمكن ملاحظة أن مطلقها تقدّم على نظرائه في الحزب حتى!
هناك من برر ويُبرّر التبدل ربطاً بما يجري في غزة "حيث من غير المعقول إستهداف المقاومة في أثناء خوضها مواجهة ضد العدو الصهيوني إسناداً للغزّاويين". آخرون اعتبروا أن الزمن الحالي ليس زمن "نبش" الملفات الداخلية والتفرّغ فيها. وبالتالي لا بدّ من وضع الخلافات جانباً والتوحّد في وجه العدو الإسرائيلي. ثمة شخصيات أخرى من مشايخ باتوا يخرجون على الإعلام بشكلٍ دوري، يعبّرون صراحة عن تبدّل نظرتهم تجاه الحزب بعد اندفاعته "وحيداً" للذود عن أهالي غزة. الشيخ نبيل رحيم مثلاً الذي اشتهر بموافقه الحادة، يُقال في الشمال إن تغييراً جوهرياً طرأ على مواقفه منذ "طوفان الأقصى". غيره كثر، وهناك آخرون ما زالوا يفضلون الصمت على التعبير، وجزء يكتفي بعدم التعبير علناً دون أن تغيب عبارات المجاملة للمقاومة عن مجالسه.

الناقص يبقى في مدى حصول تواصل بين الجانبين، المقاومة والمشايخ السلفيين عموماً من الخصوم التقليديين للحزب. لغاية الآن لم يسجل أي تواصل، بشهادة أكثر من مصدر ومعني. بعض هؤلاء يقولون إنهم لا يبتغون تواصلاً من جانب الحزب (أو غيره) لقاء البحث عن أي تقدير أو مقابل لمواقفهم. هم ينشطون إسناداً لغزة أيضاً. بعضهم، تلحظ من كلامه أنه ينتظر تواصلاً معيناً وفق أي طريقة أو حتى صيغة من جانب المقاومة، أو أنه يبحث عن فتح مسار مختلف!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"بينهم سوري"... توقيف 5 أشخاص! 9 باسيل يكافئ الياس المر 5 قنابل موقوتة تهدد حياة المئات وتنتشر بكثرة في لبنان... جرس إنذار قبل فوات الأوان! 1
ماذا يجري بين وهّاب وجميل السيّد؟ 10 "زلزال 6 درجات"... توقعات راصد الزلازل الهولندي صدقت! 6 "70 راكباً بحالة صحية غريبة"... هبوط اضطراري لطائرة ألمانية 2
3 شخصيات بارزة إلى قطر... الأمور بدأت تستوي؟ 11 دعارة بـ 100 ألف ليرة أمام منتزه شهير للأطفال... "مشوار بالسيارة" وفيديو بالجرم المشهود! 7 مصانع الحزب تتسلم "جهاز الموت الصاروخي"... 43 مستعمرة ستمحى! 3
وثائقٌ تكشف تورط "حزب الله" بشراء نترات انفجار مرفأ بيروت! 12 إتفاقية سببت خسارة لـ قائد الجيش 8 "هيدا سعركم وسدّوا بوزكم"... منشور "ناري" من السيد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر