"ليبانون ديبايت":

لم تزل تبعات قضية السفير الإيراني السابق في بيروت، غضنفر ركن أبادي، الذي توفيَ خلال أدائه الحج في تدافع العام الماضي في السعودية، تفرض نفسها على الساحة، فعلى الرغم من خروج القضية من ساحة التداول، إلّا أنّ آثار الواقعة لا تزال موجودة وتفرض نفسها بقوة على مسار العلاقات السعودية - الإيرانية التي تأزمت من ذلك الحين.

ويمكن قراءة الجو الإيراني الغاضب منذ ذلك التاريخ بدقة، حيث أن إيران لم تساوم أبداً على موضوع غضنفر ركن أبادي وأخذت لنفسها موقعاً قتالياً في المواجهة مع السعودية في هذه القضية التي قالت أنها "لن تساوم عليها أبداً" حيث وصل سقف الخطاب الإيراني المرتفع يومها، حد إعتبار ما حصل مع غضنفر ابادي بـ "الاعتداء" مع إشارات عن محاولة إغتيال تعرض لها، وهو كلام الساسة الإيرانيين.

فرضية محاولة الإغتيال التي خرجت عن ألسنة العديد من القادة الإيرانيين، تعود إلى الواجهة اليوم مع تفصيل تسنى لـ "ليبانون ديبايت" الحصول عليه من مصادر دبلوماسية رفيعة تزور طهران بشكلٍ مستمرّ، حيث أكدت، أن "السفير أبادي، ظهر من خلال التحقيقات، أن وفاته حصلت بعد 3 أيام من حادثة تدافع منى وليس في اليوم الأول كما إدعت السلطات السعودية".

وإذ تفنّد المصادر الإدعاء السعودي، تقول أن "سلطات الرياض تضاربت مراراً في التصريحات بين الوفاة الفورية، وبين فرضية الإختفاء، لتعود وتسلم جثّة مشوّهة إلى طهران تخفي في طياتها عامل قتل منظم".

وتكشف المصادر الدبلوماسية لـ "ليبانون ديبايت"، معلومات تكشف للمرة الأولى، عن حالة جثة أبادي التي وصلت إلى طهران بعد أكثر من شهر على وفاته، وتؤكد المصادر، أن "جثة أبادي وصلت دون أعضاء رئيسية، أي أن أعضاءاً تم إستئصالها من جسده ولم ترسل مع الجثمان، ما يكشف عن نية لإخفاء أسباب الجريمة وطمس معالمها بغاية عدم الوصول إلى الحقيقة".

وتبنى المصادر أسباب إستئصال تلك الأعضاء، على الفرضية الطبية التي تؤكد أن لا إمكانية لتشريح الجثة وإكتشاف أسباب الوفاة، في حال عدم وجود الأعضاء الأساسية في الجسد كالقلب"، الذي تؤكد معطيات "ليبانون ديبايت"، أنه "إنتزع من جسد غضنفر ركن أبادي حيث كانت الجثة بلا قلب".

وتعيد هذه الفرضية إلى الأذهان، المعلومات التي كانت تشير إلى إمكانية أن يكون ما حصل هو عبارة عن عملية إغتيال إستهدفت الدبلوماسي الإيراني، وخرجت عن السيطرة لتتحول من جريمة كانت لتضم حجاجاً لإخفائها، إلى مجزرة جماعية إستهدفت الحجاج وذهب ضحيتها وفق تقديرات غير رسمية، إلى 5000 قتيل!.