ليبانون ديبايت - فادي عيد
يبدو أن ثمّة عِقَد أساسية لا تزال تحول دون الوصول إلى نقاش "رسمي" بين فريقي 8 و 14 آذار في خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، كما يبدو أن هذه العِقَد هي داخلية، أي في صفوف الفريق السياسي الواحد، وليس بين الفريقين المذكورين، خلافاً لكل المراحل التي كانت حافلة بالأزمات على أنواعها. لذا، فإن إمكانية التوصّل إلى تسوية لا تزال متاحة وحظوظها متقدّمة، وإنما مشهد الترقّب الحذر لا يزال يسود أكثر من جهة معنية بالإستحقاق، وبشكل خاص القوى المستقلّة والمرشّحين المسيحيين الذين بقيوا خارج نادي الأقطاب الموارنة الأربعة، حيث أن صدور قرار بدعم هذا الترشيح لم يتأكّد بعد، وما زال في إطار الدراسة، علماً أن هناك مؤشّرات على اقتراب موعد بلورة موقفي البطريرك بشارة الراعي والعماد ميشال عون من ترشيح فرنجية.
وبانتظار اتّضاح المشهد في الرابية، بعدما أكد أكثر من مصدر في 8 آذار أن موقف العماد عون سيحدّد مصير هذا الترشيح، فإن خيار ترشيح النائب فرنجية لن يتم قبل الأسبوع المقبل، وذلك بسبب انشغال العماد عون بتقبّل التعازي بفقدان شقيقه روبير عون.
وإذا كانت المواقف المتناقضة التي تتوالى في الأيام الماضية إزاء التسوية الرئاسية، تعكس حالاً من الإرتباك، فالواضح أن مردّها إلى السرعة والتصميم اللذين برزا في عملية الترشيح، إضافة إلى الدعم الواضح، خصوصاً من قبل الإدارة الأميركية، تزامناً مع مناخ إقليمي مؤيّد، وهو ما برز في الحراك الديبلوماسي الأميركي والإيراني في الساعات أل24 الماضية.
وما إعلان مستشار الإمام الخامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي من السراي الحكومي، عن أمله في أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، إلا دلالة هامة وأساسية تثبت أن التسوية الرئاسية هي طرح جدي، وذلك على الرغم من كل العقبات الداخلية التي لا تزال تعترض سبيلها.
وفي هذا الإطار، كشفت معلومات أن رعاة هذه التسوية في الداخل قد انطلقوا في زيارات متعدّدة الإتجاهات داخل فريقي 8 و 14 آذار على حدّ سواء، في محاولة لإقناع المعترضين بالسير فيها، وذلك بصرف النظر عن كل المواقف السابقة المعلنة، خصوصاً وأن العنوان العريض المرفوع لهذه التسوية، والذي حصل على تأييد كامل لها من قبل القيادات الأساسية، هو وضع حدّ لانهيار الدولة، واستباق التسوية في سوريا بترتيب البيت الداخلي اللبناني بدءاً بانتخابات رئاسة الجمهورية.
وأضافت المعلومات، أن مجرّد عدم التوغّل في إعلان موقف رافض لترشيح النائب فرنجية من قبل أي مرشّح من الأقطاب الموارنة، يشير إلى أن الأبواب مفتوحة على النقاش للوصول إلى توافق ماروني على هذا الخيار، وذلك كون المناخ الماروني الداعم والمرحّب من دون أية شروط أو تحفّظات، هو ما تدعو إليه بكركي التي أكدت في مناسبات عدة على أولوية انتخاب الرئيس العتيد قبل بحث أي ملفات أخرى، مهما بلغت درجة أهميتها كقانون الإنتخاب على سبيل المثال.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News