المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الخميس 10 كانون الأول 2015 - 08:57 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

التسوية مستمرّة ولكن... بإخراج جديد

التسوية مستمرّة ولكن... بإخراج جديد

ليبانون ديبايت – فادي عيد:

يجري الحديث في بعض الصالونات السياسية، أن القرار بانتخاب رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية قبل حلول موعد التسوية السياسية المرتقبة في سوريا، قد اتُخذ في دوائر القرار الروسية في الدرجة الأولى، والإقليمية في الدرجة الثانية مروراً بعواصم القرار في أوروبا، كما في الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى الرغم من المناخ السائد حالياً، والذي انتقل فيه الحديث من حسم مسار الإستحقاق الرئاسي إلى فرملة وتجميد مبادرة الرئيس سعد الحريري، فالواضح أن التسوية ما زالت موضوعة على الطاولة، وإن كانت الأطراف الداخلية عاجزة اليوم عن توقّع مصيرها النهائي، وتسعى إلى تحسين شروطها السياسية، قبل أن يتحوّل القرار الدولي بإجراء الإستحقاق الرئاسي إلى قطار لا يمكن إيقافه أو وضع أية حواجز أو عراقيل في وجهه.

وذلك إضافة إلى أن القوى الضاغطة في هذا الإتجاه، تعتبر أنه بإمكان النائب فرنجية أن يكون توافقياً وتسووياً في الوقت نفسه، وبإمكانه أن يحصل على أكبر قدر ممكن من التأييد داخل فريقي 8 و 14 آذار، وهو يتقاطع بالتالي مع التأييد الذي تتحدّث الإدارة الأميركية عن وجوب توافره لدى المرشّح للرئاسة، مما يسقط بالتالي ميّزة الإجماع الذي ما زالت تطالب به أكثر من جهة سياسية داخلية، وتشترط توفّرها في المرشّح الرئاسي المثالي.

وفي الوقت الذي يبدو فيه أن ترشيح النائب فرنجية يشكّل خياراً مثالياً لفريق 8 آذار، وإن تحفّظ عليه كل من "حزب الله" والعماد ميشال عون عبر صمتهما اللافت، فإن هذا الخيار قد شكّل نقطة تقاطع بين القوى الغربية المعنية بالوضع اللبناني، كما المملكة العربية السعودية وإيران، ولكن انطلاقاً من اعتبارات مختلفة لدى هذه الأطراف الثلاثة، وذلك على خلفية أن الرياض تستعجل حسم الإستحقاق الرئاسي اللبناني قبل أن تحسم روسيا الوضع في سوريا، في حين تتخوّف واشنطن والعواصم الأوروبية من انهيار الوضع المالي والأمني والإجتماعي في لبنان، وذلك في الوقت الذي تنشغل فيه هذه القوى بالحرب في سوريا، خصوصاً بعد دخولها العسكري في الصراع ضد تنظيم "داعش" وتغيير موقفها من النظام السوري.

لذا، فإن وصول الإرهاب إلى عقر دار أوروبا وأميركا قد شكّل دافعاً أساسياً أمام السعي الغربي إلى إقفال كل الثغرات "الحسّاسة" على الصعيد الأمني في المنطقة، قبل الإنخراط في الحرب الميدانية ضد "داعش"، ولذلك كان التوافق على دعم ترشيح النائب فرنجية وحسم الملف الرئاسي.

وقد ضغطت في موازاة ذلك موسكو في اتجاه التسوية الرئاسية بفعل أكثر من عامل إقليمي ودولي، وأبرزها تدخّل الفاتيكان لديها للعمل على إقفال الملف اللبناني وإنهاء حال الشغور الرئاسي، بحيث جرت مشاورات روسية ـ إيرانية أدّت إلى توافر مناخ داعم للمبادرة المطروحة للسير بخيار انتخاب النائب فرنجية.

لذلك، فإن زعيم تيار "المردة" ليس مرشّح تيار "المستقبل" أو النائب وليد جنبلاط، أو حتى النواب المسيحيين المستقلّين، بل هو في الوقت نفسه مرشّح "حزب الله"، إنطلاقاً من الخط الذي يمثّله، ما يؤكد أن فرملة التسوية لا يعني إلغاءها، بل منح الفرصة أمام اللاعبين لإدارتها بطريقة أفضل.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة