ليبانون ديبايت - فادي عيد
دخلت الساحة اللبنانية مدار التصعيد الإقليمي المحتدم بين المملكة العربية السعودية وإيران، وبرزت خشية بارزة من انعكاس هذا الإحتدام على الواقع السياسي المأزوم. والضحية الأولى للتوتّر المذهبي الناشىء ستكون الإستحقاق الرئاسي، حيث ستنعدم كل المؤشّرات على حراك جدي داخلي أو خارجي في القريب العاجل.
وقد ذكرت معلومات سياسية، أن الإشتباك الإيراني ـ السعودي، سينعكس بشكل مباشر على خط التماس بين الطرفين في لبنان، وأولى مؤشّراته برزت في الحملات العنيفة التي أطلقها الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله ضد المملكة على خلفية إعدام الشيخ الشيعي نمر باقر النمر، وإن بقي في السياق الكلامي.
وكشفت أن ما سبق هذا التطوّر الخطير من مواقف متشنّجة نتيجة سقوط المبادرة الرئاسية الأخيرة، سيغيّر المعادلات السياسية الداخلية، وسيلقي ظلالاً قاتمة على ملف الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله".
كذلك حذّرت المعلومات من تنامي الإحتقان المذهبي وترجمة جوانب منه في الشارع من قبل المتربّصين بالإستقرار، والذين يستغلون المناخ الإقليمي لدفع الساحة نحو منزلقات خطيرة.
وإذا كانت المواقف الإقليمية توحي بالمزيد من التعقيدات، فإن قدرة الأطراف الداخلية على تجاوز هذه التحدّيات تبقى مرهونة بقدرتها على الخروج من دائرة التجاذب حول الإستحقاق الرئاسي الذي تحول إلى المعبر الإلزامي للولوج إلى الإستقرار الفعلي الذي تؤمّنه المؤسّسات الدستورية.
من هنا، لاحظت المعلومات نفسها، أن إطلاق رصاصة الرحمة على أي تسوية رئاسية، يعني من الناحية العملية الدخول إلى المجهول والرهان على تطوّر أو حدث معيّن، يجبر الجميع على الحوار الجدّي للخروج من الفراغ الحالي.
لكن بعد انعدام كل فرص التسويات الإقليمية والتلاقي حول الملف الرئاسي، فقد بات الحفاظ على المعادلة الداخلية مهمة صعبة، وكذلك فإن إبقاء الحوار الثنائي مجدياً لتلافي أي توتّر في الشارع، تحوّل إلى تحدٍّ يواجهه كل من السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري في المرحلة المقبلة.
فالساحة الداخلية اليوم أمام حقل ألغام كما ختمت المعلومات، ومن المستحيل تفادي انفجار أيٍ منها فيما لو أخطأت المرجعيات الأساسية في حساب خطواتها، أو تعثّرت لأي سبب داخلي أو خارجي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News