ليبانون ديبايت - فادي عيد
قرأ مصدر كنسي مخضرم في مقاربة الكتائب ل"لقاء معراب" والإتفاق الذي عقد بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، خطوة غير مبرّرة سواء لجهة التوقيت، أو لجهة المضمون.
ولاحظ المصدر، أن موقف الكتائب أدّى إلى واقع سياسي جديد على الساحة المسيحية الداخلية، إذ أنه خلق "نقزة" مسيحية من التفاهم في الأوساط الشعبية غير الحزبية. كما أنه شكّل هجوماً مباشراً على مصالحة داخلية وتاريخية، شكّلت هدفاً مستحيلاً لثلاثين سنة خلت، وكانت سبباً رئيسياً في ضعف المسيحيين.
ومن جهة أخرى، فإن هذه المقاربة وضعت الكتائب في مواجهة موجة "تسونامي" عاتية، تردّدت من "زلزال" معراب، لتضرب أي شاطئ من شواطئ العالم حيث يوجد مسيحي لبناني، أو حتى متحدّر من أصل لبناني.
ففي حين كان كارلوس سليم وكارلوس غصن يفرحان بما يحدث في لبنان، اعتبر الحزب أن هذا الإنتصار موجّه ضدّه، إذ أشار المصدر نفسه، أنه تذكّر ما حدث في أحد أيام تشرين الثاني من العام 1978، عندما شعر المسيحيون بشئ من الزهو لأن جزءاً من مطالبهم، أخذ طريقه العملي للتنفيذ، لا سيما مطلب خروج القوات السورية من بعض المناطق، لتتلقّى فوراً بعدها ضربة قاسية تمثّلت باغتيال النقيب سمير الأشقر في قرنة شهوان، وهو الذي كان أحد وجوه "المقاومة المسيحية" البارزين.
وأضاف المصدر ذاته، أن الأهم في تلك الحقبة، كان أن الشيخ بشير الجميّل استشاط غضباً، وقال أنه سيتمّ قريباً الإعلان عن تأسيس "القوات اللبنانية"، وأن "مساندة هذا المشروع هي أفضل بكثير من أي جهد بائد".
وأردف المصدر نفسه، أن هذه الرواية معبّرة جداً عن الوضع الذي يمرّ به المسيحيون حالياً، وإنما مع فارق واحد أنهم باتوا أقوى بكثير بعد تحالف الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون.
فالمسيحيون اليوم على طريق التحوّل إلى اتحاد وتضامن في العناوين العريضة الوطنية، وليس الخاصة، بحسب المصدر المخضرم، الذي شدّد على ضرورة عدم السماح، عن قصد أو عن غير قصد، للباحثين عن أدوار سياسية لإضعاف هذا الإتحاد وضربه.
وخلص المصدر عينه، إلى أن الأكثرية الفعلية داخل البيت المسيحي لا يجب أن تشكّل هدفاً لأي تصويب يقلّل من أهمية خطوة ترتيب البيت الداخلي المسيحي ومعالجة أي انشقاق أو شرخ بين المسيحيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News