ليبانون ديبايت - ميشال نصر
لعلها من المرات النادرة التي تثير فيها الانتخابات البلدية هذا الكم من الاهتمام والجدل في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية، نتيجة لموازين القوى الجديدة المتأتية عن انفراط عقدي الثامن والرابع عشر من آذار، ما اعاد خلط اوراق الاحزاب والعائلات والشخصيات وفقا للمستجد.
في هذا الاطار يسجل التحالف القائم بين الرابية ومعراب، حجر الزاوية والمحور الذي تدور حوله التساؤلات، عند الخصوم كما المؤيدين، في الساحتين المسيحية والاسلامية، مقابل تكتل "قسري" لاطراف متناقضة في محاولة "لاعادة التوازن الوطني " الذي اسقطه الثنائي العوني-القواتي.
محاولات لم تعد خافية على احد،كما اهدافها، التي يعتبر الكثيرون ان في مقدمتها ذاك القائم على استثمار نتائج الانتخابات البلدية في المعركةالرئاسية، من منطلق "من فمك ندينك يا داوود"،على قاعدة "الاحراج للاخراج"، حيث تبين استطلاعات رأي هذه الاطراف ان "الجنرال" و "الحكيم" لن يحصلا على اكثر من 53%، هما القائلان بال80% التي "يدعون احتكارها" مسيحيا، خاصة ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون يصر على اعتبار اي انتخابات مؤشر ومقياس.
"تحجيم" كاف بحسب هذا البعض للطلب من المسيحيين الاقويين الانسحاب من المعركة الرئاسية، لصالح مرشح ثالث لن يكون النائب فرنجية بالتأكيد، الذي وضعه البلدي لن يختلف كثيرا عن غريميه. أمر يفك لغز حزيران كموعد للولادة الرئاسية المنتظرة.
وينطلق مروجو تلك النظرية من "التعثر" الذي اصاب العربة المشتركة مع نجاح الفريق الآخر في وضع العصي في دواليبها.ففي الشوف وعاليه تواجه مأزقا حقيقيا في مواجهة "اللوائح المسيحية الجنبلاطية"، وفي بيروت مخاوف من ردة فعل تطيح بعرف الحصة المسيحية، وفي القرى والبلدات المسيحية مواجهات "كسر عظم" من زحلة الى جونية، حتى في قرى "المواجهة" من القاع الى القبيات حرب بين الخضر والبرتقاليون.
عليه فهل يحتوي الثنائي المسيحي الهجوم ويحبط محاولات تحجيمه عبر "المسايرة" في "تمديد السنتين" الذي اتفق حوله الرئيسين بري والحريري، والذي لن يكون مرتبطا بانفجار أمني؟ ام يواجهون التمديد فيكسبون مرة جديدة في الشارع؟ التجربة تفتح الباب على كل الاحتمالات والمفاجئات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News