مختارات

placeholder

ميشال نصر

الديار
الأحد 19 حزيران 2016 - 07:35 الديار
placeholder

ميشال نصر

الديار

أمن ممسوك وسياسة "فلتانة"

placeholder

لا الخطوات الاميركية التصعيدية ،ولا الاستقرار الهش الذي لامس الخطوط الحمر الامنية، ولا التحذيرات والنصائح الدولية من كل اتجاه، ولا حتى ترشيحات 14 آذار لمرشحَين من 8 آذار نجحت في تحقيق اي خرق رئاسي، رغم بلوغ الوضع اللبناني الداخلي في مختلف جوانبه قمة التأزم، في ظل الشكوك العميقة في امكان التوصل الى حلول لاي من الازمات التي يتخبط فيها، وسط تصاعد الانقسامات السياسية ،ما استدعى دخولا خارجيا مباشرا على الخط محوره تثبيت الاستقرار وفرملة انهيار الحكومة السلامية، بعدما كرت سبحة الاستقالات لتصل الى الكتائب.

وسط هذه الصورة القاتمة،ثمة من يراهن على نجاح الاتصالات الخارجية والداخلية الجارية في الكواليس، مع عجز اهل الداخل عن إنتاج تسويات خارج نطاق الحسابات الإقليمية الممسكة بالورقة اللبنانية بإحكام، حيث تتساءل مصادر سياسية متابعة عن الصلة بين الامن والسياسة، وما اذا كان ايقاعهما مترابطا ام لكل حساباته، في ظل الضخ الهائل للمعلومات، دفعة واحدة، بعضها يلامس الواقع والبعض الآخر مفبرك بهدف البلبلة.

واذا كان السؤال يحتاج الى الوقت للاجابة عليه، ترى اوساط مراقبة ان لا خوف من عمليات عسكرية عبر الحدود لان الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني والاجهزة المتطورة التي حصل عليها عبر المساعدات الخارجية، كفيلة باحباط اي مخطط ارهابي، كاشفة ان الدول الكبرى الساهرة على الاستقرار الامني توفد تباعا وفودا امنية واستخباراتية الى بيروت في اطار تنسيق الجهود في مجال مكافحة الارهاب وكشف مخططاته.

مصادر متابعة اشارت الى أن المأزق الرئاسي لا يزال على حاله والكلام الذي يطلق حول أولوية الإنتخابات الرئاسية لن يقدم ولن يؤخر ما لم يقترن بالأفعال لأن القرار الداخلي والخارجي غير متخذ بعد لإجرائها في حين أن المبادرات غائبة والتحرّكات تبقى محصورة تحت سقف الحفاظ على الاستقرار الامني وترتيب بعض الأمور لمنع قيام اصطدامات في الشارع والمحافظة على التهدئة، لافتة الى وجود مسعى لجعل جلسة الانتخاب المقبلة، محطة للإنطلاق نحو التفكير بتغيير النهج المتبع وتوسيع «بيكار» المرشحين للرئاسة ليشمل من تتوفر فيهم المواصفات لذلك، رغم برودة الحماسة عند الكثيرين من هؤلاء، كاشفة عن أن الحديث عن مبادرة جديدة أو الخروج من دائرة الإلتزام بهذا المرشح او ذاك لم تتبلور بعد، رغم انفتاح بيت الوسط على النقاش ضمن أسس واضحة وغير ملتبسة، داعية الى رصد لقاءات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اللذين سيزوران باريس تباعا في الايام المقبلة، لتبيان مصير المسعى الفرنسي الرئاسي الذي قد يتظهر أيضا في الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت الى بيروت في النصف الاول من تموز المقبل.

واعتبرت المصادر أن إصرار كل من «الشيخ سعد» على ترشيح فرنجية ومحاولة تأمين إنتخابه، و«الحكيم» على ترشيح عون دون مجهود يذكر للقوات في تامين الحشد النيابي له، خوفا من ضرب كل انجازات المصالحة المسيحية، يصعب نجاح اي من المبادرات المطروحة حاليا ويصعب «تخريجة» الرئيس التوافقي، الذي لن تتضح صورته قبل ان يحدّد اللاعبون الكبار رؤيتهم لحل أزمات المنطقة، حيث تبقى كلمة الفصل كما بات معروفا للثنائي الشيعي القادر على قلب المعادلات، خاصة بعد الحديث عن انتقال العقدة من الرابية الى عين التينة.

والى أن ترسو القرعة على التسوية الشاملة بما فيها لبنان،يدور المشهد الرئاسي في الحلقة المفرغة ذاتها، حيث مرشحان من القوى نفسها غير قادرين للوصول الى بعبدا ،فيما الضغط الخارجي والحراك الداخلي لا بد ان يدفعا في اتجاه وضع حد للفراغ وتتويج احدى الجلسات المقبلة، برئيس جمهورية، ما دام انهيار لبنان الدولة ممنوعا حتى الساعة، ذلك ان التغيير المفصلي، على الساحة الداخلية لن يكون إلا إنعكاساً للتطورات الإقليمية وليس الداخلية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة