لم تعد تدري فرنسا التي دخلت في دوّامة الإعتداءات الإرهابية عليها، لماذا يقوم الإرهابيون باستهدافها بهذا الشكل المريع، مرتين في السابق، وآخرها الإعتداء الذي طال مدينة نيس مساء الخميس، من دون أن يتمكّن رجال الشرطة المنتشرين بشكل كثيف لحماية أمن وسلامة مواطنيها من درء الخطر أو القضاء على المعتدي قبل قتله لنحو مئة مواطن فرنسي.
وتقول أوساط ديبلوماسية متابعة إنّ فرنسا التي تمّ اختراق أمنها ثلاث مرّات حتى الآن من قبل الإرهابيين، مقارنة بلبنان هذا البلد الصغير بحجمه وإمكاناته، ظهرت مع الأسف، بأنّها ليست فقط غير قادرة على تقديم المبادرات لحلّ العقدة الرئاسية في هذا البلد، بل أيضاً بأنّها ليست كفوءة الى درجة تقديم الدعم أو النصح لجيشه ولأجهزته الأمنية للقضاء على الإرهاب أو الإرهابيين الموجودين في جرود عرسال وبعض المناطق الحدودية.
وانتقدت الاوساط أداء الشرطة الفرنسية مقارنة إيّاه بأداء المواطنين اللبنانيين الذين افتدوا الأهالي خلال تفجيرات القاع الأولى، واستشهد منهم خمسة شبّان شجعان إذ استبسلوا في الدفاع عن أبناء بلدتهم وأرضهم واندفعوا نحو الإنتحاريين من دون التفكير بسلامتهم، فيما اكتفى رجال الشرطة الفرنسيين بالركض وراء الشاحنة التي اقتحمت مكان تواجد المواطنين من دون أن يعترضها أي منهم، أو يفكّرون حتى بإعاقة طريقها تفادياً للكارثة التي وقعت.
من هنا، فإنّ ما تشهده بعض دول المنطقة ولا سيما لبنان، كما دول الإتحاد الأوروبي ولا سيما فرنسا، بات يستدعي تحرّكاً جديّاً من قبل الإتحاد تجاه الدول الداعمة للإرهاب والتي هي معروفة، ولا توافق بعد على وقف تمويلها له، كما أنّها لا تُنفّذ قرارات الأمم المتحدة المتعلّقة بهذا الموضوع. هذه القرارات التي هدفت منذ أن تمّ اتخاذها الى تجفيف منابع الإرهاب من أجل الحدّ من أعداد الشبّان الأجانب الذين يلتحقون في صفوف المقاتلين جرّاء الإغراءات المادية التي تُقدّم لهم، لا سيما وأنّ عدداً كبيراً منهم لا يمت بصلة بالديانة الإسلامية ولا علاقة له بها لا من قريب أو بعيد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News