اعتقد رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ردًا على سؤال عن توقعاته بتأجيل الانتخابات النيابية خصوصا انه حتى الآن لم يتم الاتفاق على قانون الانتخاب، ان "الدستور الذي ارتضيناه جميعا يجب ان يكون دائما هاجسنا، والبوصلة التي ينبغي دائما ان نحرص على ان نسير وفق توجهاتها؛ حدوث الانتخابات امر يجب ان يعلو ويسمو على أي اعتبار اخر، ليس مقبولا على الإطلاق ان يستمر عملية التمديد للمجلس النيابي، هذه وكالة كان يفترض بها ان تنتهي قبل أربعة أعوام، ولكن جرى التمديد، ولذلك كانت له ظروفه".
واضاف: "الان الاستمرار في هذا الامر شيء غير مقبول، والدخول في حالة الفراغ امر مرفوض، لان ذلك يعرض الأمة والوطن لمزيد من المخاطر التي لا نستطيع عليها وليست من صالحنا، فلذلك يجب أن نقيس الأمور بكل جدية وبكل تبصر، ولا ان نكون اسرى المواقف التي اتخذها ربما بعضنا بجهة او بأخرى.هناك أولويات للأمور، من الجدير ان نتوصل الى اتفاق حول قانون جديد للانتخاب، ولكن أيضا يجب ان يسمو على ذلك فكرة الانتخاب، اما ان نؤجل الانتخاب وندخل في حالة الفراغ فان ذلك خطر كبير على الامة".
السنيورة، وعقب لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، قال : "انا لا أريد ان ادخل الان في تفاصيل ان التأجيل يكون تقنيا واعتقد انه من الأفضل ان يترك المجال لهذا التواصل الذي ينبغي ان يأخذنا الى المكان الذي ينبغي ان نصل اليه".
وأكد ان كتلة المستقبل أبديت "الحرص الدائم على التواصل والتشاور في هذا الامر، ونحن من جهة أخرى تقدمنا أيضا بخطوة باتجاه النظام النسبي، علما ان فكرة النظام النسبي نحن كنا أول من دافع عن هذا الأمر في الحكومة الأولى عندما عينا اللجنة التي كان قد ترأسها المغفور له فؤاد بطرس، ودرست وقدمت فكرة تقوم على النظام المختلط، وقدمنا بعد ذلك اقتراح قانون وقع عليه الجميع، المستقبل، والقوات اللبنانية، واللقاء الديمقراطي".
وأضاف: "نحن منفتحون، ولكن نحن كذلك في هذا الامر يجب ان نكون شديدي الحرص، ونحن كذلك، على فكرة العيش المشترك، ولا ان ندخل في ما يسمى اقتراحات تؤدي إلى مزيد من الافتراق بين اللبنانيين ويؤدي إلى مزيد من إمكانيات الشحن والتطرف الطائفي بان يكون هناك إمكانية لكل مذهب ان يختار ممثله. هذا امر حقيقة مخالف للدستور، والنائب هو ممثل عن الأمة جمعاء وليس عن فريق من اللبنانيين، اتفاق الطائف قال بانتخاب مجلس نواب باي طريقة، وقال أيضا بوجود مجلس للشيوخ الذي يمكن ان ينتخب على هذا الأساس ولكن فقط لأمور محددة. فبالتالي هذه الأمور ينبغي ان يكون لدينا تبصر كبير جدا جدا، والامتناع عن هذه الاقتراحات التي لا نحصد منها الا مزيدا من الشحن، واعود فأقول، كل شحن في جهة معينة يؤدي إلى شحن في جهة أخرى، هذه نظرية بالفيزياء ولكن أيضا بالسياسة".
وردًا على ماذا يُطمئن المواطن الخائف من زيادة الضرائب، قال:"انا أقول الحقيقة في هذا الشأن، بداية، من جهة ضرورة ان نعود الى ما تمليه علينا مصلحتنا وهي موضوع الإصلاح، الموضوع الإصلاحي هو شيء أساسي، وانا بينت في مداخلتي في مجلس النواب كيف ان هذه الفرصة التي اتيحت لنا في العام 1998 جرى إجهاضها، وجرى اجهاض كل محاولة ثانية قامت بها الحكومات وقمت بها انا كوزير للمالية، وبعد ذلك كرئيس للحكومة، حاولنا عدة محاولات واجهضت، ونحن نحصد الان نتيجة عدم التبصر في الموضوع الإصلاح الذي يؤدي الى تلاؤم دولتنا ومؤسساتنا ووزاراتنا على التطورات والتحولات الجديدة، وأيضا بما يتمكن من موضوع ضبط المال العام، وأيضا ضبط الإنفاق.
ومن جهة ثانية، هو كيف نستعيد الدولة لدورها ولهيبتها ولسلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية وعلى كل المرافق، بحيث لا تكون هناك مرافق بإدارة بعض الأحزاب والمؤسسات والميليشيات، وان نرفع يدنا عن الإدارة اللبنانية بحيث لا تكون الإدارة مستتبعة من قبل المليشيات ومن قبل المذاهب او الطوائف او من قبل من معهم سلاح، لانه بهذا الامر لا تستطيع الإدارة ان تقوم، ويكون ولاءها ليس للدولة وليس للناس، ولاؤها للمذاهب والطوائف، فهذه الأمور إصلاحية أساسية.
ورأى السنيورة ان الامر الاخر، هو ان هناك حاجة فعليا من اجل إنصاف فئات من اللبنانيين العاملين في الشأن العام، صحيح، لكن بنفس الوقت كذلك يجب ان ننصف جميع اللبنانيين بان نحافظ على الاستقرار النقدي، فلا ندخل في مغامرات غير محسوبة، فبالتالي هذا العمل حتى ننجح، يجب ان نتصرف كلنا بكثير من التبصر والتفهم لهذه الأوضاع، علينا ان ننصف الناس ولكن ليس علينا على الإطلاق ان نأخذ البلد والوطن والاقتصاد والجمهور اللبناني كله الى مغامرات غير محسوبة، فلذلك هذا الامر يقتضي من الجميع النظر بهدوء، والعودة بعيدا عن التوتر، وليس مفيدا بان ننزل على الشارع، عظيم، ان نعبر عن راينا هذا امر مهم جدا، وانا سعيد ان الناس تعبر عن رايها، ولكن تعبر عن رايها بطريقة حضارية، بطريقة تحترم الاخرين، بطريقة لا تؤدي الى مزيد من التشنج، وبالتالي ليس مفيدا، فهذا التصرف الذي جرى بالأمس مع دولة الرئيس سعد الحريري غير مقبول على الاطلاق، واعتقد ان هذا الامر لا يؤدي الى نتيجة، الا نتيجة عكسية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News