"ليبانون ديبايت":
منذ أن قرّر حزب الله دخول الميدان السوريّ لإبعاد المسلّحين عن الشريط الحدوديّ اللّبنانيّ، انعكست الأحداث الميدانيّة على الوضع الداخليّ، وشهدت الضاحية والهرمل هجمات إرهابيّة وقف خلفها أو تبنّاها تنظيميّ داعش وجبهة النصرة، مستغلّين تواجدهم في بُقعِ جُرديّةٍ استخدمت كملاذاتٍ لتنفيذٍ عمليّاتٍ انتقاميّة.
تحت خطر الهجمات، دفعت القوى الأمنيّة والأجهزة كافّةً، إلى التكثيف من إجراءاتها وعمليّاتها الاستباقيّة، إذ وُضِعَ تصوّر أمنيّ خاصّ لمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت استند على شدِّ الإجراءات الأمنيّة التي قسمت على توزيع حواجز ونقاط تفتيش ثابتة على مداخل الضاحية الرئيسة وبعض الطرقات الداخليّة الفرعيّة، مضاف إليها عوادم داخليّة من بلوكات إسمنتيّة وحواجز حديدية، ما حوّل الضاحية إلى حصنٍ أمنيٍّ كبير.
وبصرف النظر عمّا تسبّبت به تلك العوادم الحديدة والإسمنتية من إزعاجٍ للمواطنين وارتفاعٍ بمستوى ازدحام السير، فهي دون أدنى شكّ أرخت مع العوامل الباقية أسس راحة للضاحية تعايشت معها طِوال سنين الحرب السوريّة وحمتها بالحدِّ الأدنى من هجماتٍ كثيرةٍ، أتت لتتناغم مع الإجراءات العسكريّة والأمنيّة البشريّة.
وفي هذا السّياق، لفتت مصادر خاصّة لموقع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "الإجراءات الأمنيّة، نُفِّذَت نتيجة المخاطر والتهديدات التي كانت تطال الضاحية بشكلٍ مستمرٍّ ومتواصل، وأدّت إلى إقامة حواجز أمنيّة ثابتة في عددٍ من النقاط التي باتت عسكريّةً، والتي ما تزال قائمةً حتّى اليوم مع ارتباطها بوجود الإرهابييّن في الجرود".
وتوقّفت المصادر عند التطوّرات الأخيرة التي شهدتها الجرود والمعارك التي دارت الأسبوع الماضي وما قبلها والتي أدّت إلى خروجِ نسبةٍ كبيرةٍ جدّاً من الإرهابيّين من الجرود التي باتت خاليةً بنسبةٍ تفوق 80% من مسلّحي "النصرة"، فيما وجود "داعش" تقلّص كثيراً، حتّى إنّ المسلّحين الذين ما يزالون متمركزين في الجرود لم يعد لديهم أيّ تأثيرٍ أو قوّةٍ أو نُقاط سيطرةٍ مهمّة بعدما فقدوا خطوط إمداداتهم وباتوا مُحاصرين من عناصر "حزب اللّه" في الجانب اللّبنانيّ، والجيش السّوري من الجانب الآخر، وسيخسرون قريباً مراكزهم مع بدء المعركة التي سيخوضها الجيش اللّبنانيّ بوجه "داعش".
ورأت أنّ الحلول الأمنيّة في الجرود ستنعكس حتماً وبشكلٍ إيجابيٍّ على المستوى الداخليّ مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ التهديدات الأمنيّة لم تزول بشكلٍ مطلق، لكنّها انخفضت بنسبةٍ كبيرةٍ كون الإمدادات التي كانت تأتي من الجرود انعدمت، ما يمكن أن يفتح الباب أمام إعادة قراءةٍ للواقع الجديد الذي قد يُنَتَج عنه تخفيفاً من الإجراءات التي كانت قد شهدت تعديلاتٍ في الفترة الماضية.
وأشارت المصادر، أنّه وفي ظلّ خروج العدد الأكبر من الإرهابيين وخسارة نقاط سيطرتهم في الجرود، وباتت الطرق بغالبيّتها مُقفلةً أمام إمكانية إدخال هذه السيّارات، فيما يمكنهم فقط اللّجوء إلى تفخيخ سيّاراتٍ داخل لبنان وهذا الأمر صعب كذلك لوجيستيّاً، إذ تحتاج العمليّة إلى ظروفٍ مناسبةٍ، وأماكن معيّنة وخبراء وتنظيمٍ وتخطيطٍ، ما بات شبه مستحيلٍ مع تحرير معظم الجرود".
من هذا المُنطلق، طرحت المصادر علامات استفهامٍ كثيرةٍ حول المرحلة المُقبلة والإجراءات التي ستُتّخذ لاحقاً، فهل اقتربنا من الإعلان عن نهاية "النصرة" في لبنان بعدما كانت تشكّل الذراع الأكبر في الجرود، وهل سينضمّ إليها "داعش" بعد المعركة التي سيخوضها الجيش، لنصبح أمام استقرارٍ أمنيٍّ في الداخل اللّبنانيّ والمناطق اللّبنانيّة ومن ضمنها الضاحية الجنوبيّة، وهل ستخفّف الإجراءات الأمنيّة، على مداخل الضاحية التي على الرغم من أهمّيتها وضرورتها في مراحل معيّنة وفي كلّ الأوقات، إلّا أنّها تسبّب حالة قلقٍ للسكّان والأهالي نتيجة زحمة السّير الكثيفة التي تشكّلها، والمقصود هنا تخفيفها لا إزالتها؟!".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News