صعد حزب الله من ضغوطه لإعادة تطبيع العلاقات بين بيروت ودمشق، في ظل رفض مطلق وحازم من قوى سياسية وازنة من حجم تيار المستقبل وحزب القوات للمسألة. وانتقل الحزب من مربع الدعوة إلى مد الجسور مع النظام السوري تحت مبررات مختلفة، كضرورة التنسيق في ملف النازحين ومحاربة المتشددين، إلى محاولة فرض هذه المسألة كأمر واقع.
وتجلت محاولات الحزب المدعومة على ما يبدو من حركة أمل والتيار الوطني الحر في إعلان وزير الصناعة حسين الحاج حسن ووزير الزراعة غازي زعيتر عن زيارة إلى دمشق في 16 اب الجاري بناء على دعوة من وزير الصناعة والتجارة السوري، تليها زيارة لوزير المالية علي حسن الخليل بدعوة من رئيس الحكومة السورية عماد خميس.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة لفرض سياسة الأمر الواقع تمت على ما يبدو بطلب إيراني خلال زيارة قام بها المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في الشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان إلى لبنان بداية هذا الشهر والتي التقى خلالها بالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وأيضا برئيس حركة أمل نبيه بري.
ويقول مراقبون إن الزيارات المرتقبة للوزراء اللبنانيين إلى دمشق دون أن يكون هناك إجماع حكومي عليها ستشكل إحراجا كبيرا لرئيس الوزراء سعد الحريري الذي يحاول قيادة دفة الحكومة في بحر متلاطم من الخلافات بين فريقه غير المنسجم منذ البداية.
ويكاد يجمع المراقبون على أن رئيس الحكومة سعد الحريري والقوى المعارضة للانفتاح على دمشق مجددا غير قادرين على إيقاف هذا المسار الذي خطه حزب الله ويصر على السير فيه للتسويق إلى أن الأوضاع في سوريا تتجه للعودة إلى ما كانت عليه قبل 2011. ويضيف هؤلاء أن الحزب يكاد يكون مطمئنا إلى أن أي طرف معارض لن يقدم على خيار الانسحاب من الحكومة بالنظر لوجود انتخابات تشريعية في الأفق، وهناك حسابات سياسية مضطرون للخضوع لها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News