المحلية

الجمعة 03 آب 2018 - 01:00 LD

لصوص يتفنّنون بجرائمهم على الطرقات... قطع سيارات و"كاش"

لصوص يتفنّنون بجرائمهم على الطرقات... قطع سيارات و"كاش"

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

توثيق الجرائم وفضحها واظهار مواصفات مرتكبيها بصور أو من خلال فيديوهات لم يعد من اختصاص الجهات الامنية فقط التي تلجأ إلى سحب كاميرات المراقبة الموجودة في المكان أو الجوار. نشرُ هذه الوثائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الاشارة الى تفاصيل كل حادثة ومكان وقوعها وتحديد الأساليب التي استخدمها المرتكب للإيقاع بضحيته والفرار، بات من يوميات المواطن اللبناني وبعض الصفحات الالكترونية التي اتخذت هذه الفيديوهات والصور مادة دسمة لها.

تزايدت في الفترة الأخيرة عمليات الاحتيال التي يتبع فيها المجرم أساليب غريبة لاستكمال ونجاح مخططه. انكشف بعضها من خلال ملاحقة الفيديوهات للوصول الى المرتكب، فيما نجا بعض اللصوص من أفعالهم لعدم وجود كاميرات مراقبة في موقع الجريمة. تماما كما حصل مع الرجل السبعيني ج. ب. أمام منزله في منطقة صربا، بعدما قام شابان بالاحتيال عليه ونصبه والفرار، من دون ان تتمكن كاميرات المراقبة الموجودة في المحلات المجاورة التقاط تفاصيل ما حدث.

روى السبعيني لـ"ليبانون ديبايت" ما تعرّض له وعدم اكتشافه لذلك الا بعد ساعات. منذ بضعة أيام ركن الرجل سيارته من نوع جاغوار بالقرب من المبنى الذي يقطن فيه، وفيما كان يترجل منها اقترب منه شابان يركبان سيارة من نوع مرسيدس قديمة الطراز، الأول يقود السيارة والآخر بادر الى تقديم سلام حار للرجل كأنه يعرفه من قبل. استغرب المسنّ لكنه ظن ان ذاكرته تخونه وحاول ان يستفسر عن هوية الشاب الذي يجهله.

الشاب ادعى انه من ابناء قريته، معاتبا اياه لعدم تذكر نجل جاره العزيز. عندها سأل الرجل المسنّ الشاب "هل انت ابن جريس؟"، الأمر الذي استغله النصابان لصالحهما وتابعا استدراج المسن بهذه الطريقة. وحاول استعطافه أن والدهما بحالة يرثى لها ويحتاج الى عملية جراحية مكلفة وهما يبيعان بعضا من المونة في المدينة ليسترزقوا. وقدما له زجاجة ماء زهر قائلين "هذه سمحة نفس، صلي للوالد". وعندما سحب الرجل محفظته لإعطائهما المال، فأخذا ما بحوزته عن طريق الغش ورحلا. وفور وصوله الى المنزل اتصل بأحد أقربائه في القرية ليطمئن على حالة جاره جريس واكتشف الا صحة للخبر من أساسه وانه تعرض للسرقة.

في حالات عدة تبقى هويات الفاعلين مجهولة، لكن الحظ لا يحالف معظم من يتمم عمليات النصب ويقعون في قبضة الفضيحة في نهاية المطاف، ويصبحون تحت مجهر القوى الامنية. وانتشر في الآونة الأخيرة فيديوهات لسارقين في مناطق مختلفة مثل غزير، وانطلياس، والفرزل، وضواحي بيروت، وغيرها يرجّح بأنهم يعملون في مجال تصليح السيارات أو بيع قطع للمركبات، وذلك بسبب تركيز سرقاتهم على قطع نادرة يقومون بنزعها بكل برودة أعصاب من السيارات المركونة على الطرقات.

اللافت في الأمر ان الفاعل يأخذ وقته بتفكيك القطعة التي يريدها في وضح النهار، وذلك اما بسبب مراقبة دقيقة اجراها قبل الإقدام على فعلته، واما لحرفيته وخبرته في المجال بانتقاء المكان والوقت المناسبين. هذه الحالات لاقت رواجا خصوصا على قطع ميكانيك نادرة في السوق أو باهظة الثمن، مثل زجاجات المرايا على أطراف السيارة، أو رمز نوع السيارة المعلّق على صندوقي السيارة الأمامي والخلفي، وغيرها. بالإضافة إلى سرقة لوحات أرقام السيارات.

على سبيل المثال، قام لص يستقل دراجة نارية بركنها في انطلياس والاستلقاء تحت سيارة مركونة على الطريق ونزع "كف الفيتاس الالكتروني" من السيارة الذي يتعدى سعره 1000$.

ناهيك عن عدد عمليات النشل الحاصلة في مختلف المناطق وابطال معظمها من مستقلي الدراجات النارية كونها الوسيلة الأسهل والأسرع لارتكاب الجرم والفرار. وهذه الأخيرة هي أيضا سهلة التعرض للسرقة اذ تكررت عمليات سرقة دراجات نارية مركونة على الطرقات أو امام الأبنية والفرار بها. وغيرها من حالات كسر زجاج السيارة وسرقة أغراض داخلها، أو نشل بضائع موضوعة أمام محلات تجارية، وأكثر من اسلوب وعملية احتيال ونصب لم يكتف فيها السارقون بسلب الأموال، بل توجهوا الى سرقة قطع سيارات، وبنزين، وبضائع...

وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الفيديوهات رسائل تحذيرية للمواطنين لتفادي الوقوع ضحية الفاعل نفسه الذي كشفت مواصفاته واساليبه والوسائل والمناطق التي يقصده، لا تغني عن أهمية تبليغ القوى الأمنية بتفاصيل الحادثة عند وقوعها مهما كانت الخسائر ضئيلة أو "ما بتحرز"، بحسب مصدر أمني.

ودعا المصدر في حديث لـ"ليبانون ديبايت" المواطن الذي يقع ضحية أية حادثة من هذا النوع اطلاع القوى الأمنية عليها فورا، وإذا لم يتوجه الى أقرب مغفر، يمكنه ببساطة التواصل مع مديرية قوى الامن الداخلي. وتضع شعبة العلاقات العامة لهذا الغرض رقم 112، وحساباتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخدمة المواطن للتبليغ أو التواصل معها في الحالات الطارئة. والابلاغ عن تفاصيل الحادث أضف الى مشاركة الصور والفيديوهات إذا وجدت، او اية معلومة يمكن ان تفيد القوى الامنية لمتابعة القضية، وهي تتجاوب بشكل جدي مع الضحايا وتلقي القبض على الفاعلين.

وعلى الرغم من التفنن بأنواع السرقات، تراجع معدل الجرائم في لبنان هذا العام بمختلف أنواعها، وفقا لإحصاءات القوى الأمنية. وأضاف المصدر الأمني "تراجعت نسب سرقة السيارات، وسلب اغراض من داخلها، وغيرها من انواع السرقات. وانخفضت نسبة حوادث النشل أكثر من 50%، مستنداً إلى المقارنة بين شهر تموز 2017 الذي سجل 303 حالة نشل وتموز 2018 الذي سجل 147 حادثة من هذا النوع، باستثناء سرقة المنازل والمحلات التي ارتفعت نسبتها بالمقارنة بين العامين، بمعدل بسيط".

الرادع الاساسي لهذا النوع من الجرائم ليس فقط فضح اساليب الفاعلين وهوياتهم عبر مواقع التواصل، بل جهود القوى الأمنية التي تعمل على ضبط العصابات وملاحقة السارقين وتوقيف أكبر عدد ممكن من الفاعلين يومياً. بالإضافة إلى نشر بيانات القبض على المجرمين وتفاصيل جرائمهم بأساليبها المعتمدة ومواقعها، وذلك لتوعية المواطنين لعدم الوقوع بمثل هذه المؤامرات، والافخاخ واتخاذ كامل حذرهم للوقاية من هذه الحوادث.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة