المحلية

السبت 18 آب 2018 - 01:03 LD

حملة لبنانية طائفية... "لا نقبض الا بالليرة التركية"

حملة لبنانية طائفية... "لا نقبض الا بالليرة التركية"

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

تطمينات جمّة طاولت الليرة اللبنانية رغم مخاوف اللبنانيين من تأثر سعر صرف الليرة بالانهيارات الاقتصادية المتتالية والضربات التي تصيب الوضع المالي في لبنان. وفي ظل التشكيك بقدرة صمود العملة اللبنانية في وجه الدولار الاميركي والتحذيرات المستقبلية مما قد يصيب بلاد الارز من حروب اقتصادية، تتواصل الحملات في مختلف المناطق اللبنانية لدعم الليرة التركية. وتأتي هذه المبادرة بهدف مساعدة أنقرة على مواجهة الحرب الاقتصادية التي شنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العملة التركية اذ وصلت إلى أدنى مستوى قياسي أمام الدولار الأميركي في تاريخها.

اعلان قطر دعم الليرة التركية عبر ضخ استثمارات مباشرة في السوق التركي بقيمة 15 مليار دولار أميركي، معروف الخلفيات والتوجهات ويأتي بمثابة رد جميل من قطر الى تركيا. لذا لجوء الدوحة الى القيام بهذه المبادرة لإنقاذ أنقرة من أزمتها الاقتصادية بعد تدهور أسعار الليرة إثر العقوبات الاقتصادية التي أعلنها الولايات المتحدة ضد أنقرة هي خطوة متوقعة، ولكن ما الذي يدعو اللبنانيين الى المشاركة بمبادرة دعم العملة التركية؟

القيادي في حزب سبعة مالك مولوي اعتبر في حديث لـ"ليبانون ديبايت" ان المبادرة التي قام بها بعض التجار خصوصا في اسواق طرابلس وصيدا وبيروت عبر تقديم حسومات وصلت الى حدود الـ50% على المنتجات والبضائع لمن يدفع بالليرة التركية هي حركة شعبية ودلالتها لا تتعدى كونها رمزية. بالتالي ما أقدم عليه هؤلاء لن يؤثر لا سلبا ولا ايجابا على سعر صرف الليرة التركية ولا على الاقتصاد التركي ولا يمكن مقارنته بالدعم القطري الا من ناحية أبعاده المعنوية.

أخذت القضية منحى طائفياً، وبدا لافتا ان المشاركة اقتصرت على الشارع السني. من هنا علّق مولوي على مشاركة اهالي طرابلس وتجارها بالمبادرة مستندا على العلاقة التاريخية التي تربط أهالي طرابلس بتركيا، قائلا "نص اهالي طرابلس أصلهم اتراك، والنص الآخر من جذور تركية". ورأى انه من الطبيعي تقديم الدعم لتركيا لأن جو طرابلس بالمجمل مرتبط بتركيا ومعظم اهالي المنطقة يقصدون تركيا للسياحة ومنهم استثمر وتملّك فيها، ناهيك عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. أضف الى ان تحرك الأهالي جاء نتيجة رفضهم المحاولات الأميركية بذل البلد الشقيق تركيا عبر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة.

موقف ابن طرابلس "المولوي" ظل حياديا من الحملات التي اقيمت ولم يقم بأي مبادرة كتلك التي أقدم عليها بعض التجار، انما ذلك لا يمنع حماس البعض لتشجيع تركيا ولو بخطوات بسيطة خلفيتها معنوية تظهر دعمهم للمواقف التركية على المستوى السياسي والطائفي والاجتماعي والاقتصادي ضد اميركا. ووصل الأمر بأحد التجار ان يحذّر زبائنه بعدم قبض اي عملة غير الليرة التركية حتى أواخر شهر آب الجاري.

ولمقاربة الحملة من ناحية تأثيراتها الاقتصادية على تركيا او عل لبنان، طرح رئيس الرابطة العالمية للاقتصاد في لبنان البروفيسور روك- أنطوان مهنا استفهاما حول ما إذا كانت العملات التركية بالأساس متوفرة في لبنان، اذ انها عملة نادرة التداول وصعب الحصول عليها حتى عند الصيارفة، وتنحصر امكانية وجودها ببعض محلات الصيرفة الضخمة، لذا الخطوة التي قام بها بعض التجار في الأسواق الذين يستوردون بضائع تركية الى الاستفادة من هذه المبادرة المعنوية على المدى الطويل لتخفيض الفوائد ولاستيراد بضائع بأسعار مخفضة، مستخلصاً أن تأثيراتها الاقتصادية لا تذكر.

الاستجابة على الحملات التي دعت اليها السلطات التركية من قبل اللبنانيين مردّها الى اسباب سياسية ودينية أكثر منها اقتصادية، نظرا لارتباط الشارع السني اللبناني التاريخي بالنهج الذي يتبعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأقرب الى نظام السلطنة العثمانية، بحسب مهنّا. أضف الى ذلك ان الحملات ليست أكثر من تسجيل موقف داعم لتركيا نظرا لصعوبة التطبيق الفعلي للتداول بالعملات التركية في لبنان، بسبب عدم توفر السيولة بالليرة التركية في الأسواق اللبنانية خصوصا في الوضع المالي الحالي للبلد اذ لا يمكن ان يقوم الصراف بالتحويل الى العملة التركية بالمبلغ المحكي عنه.

حملة دعم الليرة التركية التي أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كل الدول العربية لاقت تجاوبا فعليا من فئة من اللبنانيين الذين وقف حاجز توفر الليرة في المصارف وفي محلات الصرافة، واقتصر التنفيذ الفعلي للحملة على التجار المستفيدين من التداول بالعملة التركية لاستيراد بضائع ومنتوجات تركية. أضف الى استثمارها من قبل التجار للدعاية الاقتصادية ولاستقطاب الزبائن.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة