المحلية

الخميس 03 كانون الأول 2020 - 01:07

ماكرون... الرجل الذي إحتقر تاريخ لبنان

ماكرون... الرجل الذي إحتقر تاريخ لبنان

"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي إستغل "فرنكوفونية" الدولة اللبنانية وتعلّق اللبنانيّين بـ "نوستالجيا" الأم الحنون، إستثمر فشله الداخلي على الساحة اللبنانية، وأخفق مرة جديدة في مهمته التي توجها ببضعة ملايين ظناً منه أنه يُمنّن بها الشعب.

خاب ظن اللبنانيين بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرجل الذي إستعرض في الأسبوع الأول بعد إنفجار المرفأ مستغلاً وجع الناس، لا سيما في المناطق المتضررة، عمل جاهداً على إظهار صورة المخلص والعائد بأسطول نابليون بونابرت إلى لبنان، أثار منذ اليوم الأول إستغراب الكثيرين ،لا سيما الذين يواكبون الحراك السياسي الفرنسي، حيث رأى البعض في ماكرون مغرداً أو مدوناً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يستطيع أن يسيطر على بلد عبر فيديو أو صورة تجمع أكبر عدد من الإعجابات أو عبر إسترجاع تاريخ فرنسا في لبنان، أما الواقع فمغاير تماماً.

كارثة بحجم إنفجار المرفأ وأزمة سياسية معقدة على مستوى الأزمة اللبنانية حيث يتداخل السياسي بالحزبي والطائفي كما المذهبي، من الصعب بحسب الراصدين للسياسة الخارجية الفرنسية أن تمر بإجتماع فلكلوري في قصر الصنوبر لقادة سياسيين هم في الأساس مصدر غير ثقة في مجتمعهم، فالرجل الذي وعد من إلتقاه في الجميزة بأن يلبي مطالب الشعب الرافض لطبقته السياسية، إذ به يلاحق رجالات هذا النظام، حتّى أنّه لم يشعر بالإهانة عندما إنتظر على الهاتف الرئيس نبيه برّي حوالى العشر دقائق، بعد محاولة الإتصال برئيس المجلس للإطلاع منه على المبادرة الفرنسية.

جمع ماكرون في حراكه التناقضات، أراد التغيير ولكنه تمسك بالنظام ورموزه بحجة أنّ الشعب إختارهم، وعوض المطالبة وبإلحاح بإنتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون إنتخابي جديد يراعي صحة التمثيل ولا يكون على مقياس الطبقة السياسية، أصر الرجل على حكومة الإصلاحات وفَرَّغ المبادرة الفرنسية من مضمونها بعد أن ضمنها تناقضات كثيرة، من المقاربة المالية إلى المقاربة السياسية وصولاً الى رؤيته الحكومية.

عوض التشديد على معيار المداورة وجدنا تناغماً كبيراً بين الرئيس الفرنسي والثنائي الشيعي، وفي نهاية المطاف رضخ لمطالب هذا الفريق عبر إعطائه حقيبة المال، فكانت مطرقة الرئيس برّي أقوى بكثير من أسطول ماكرون الوهمي، وإلى يومنا هذا لم يسجّل أي خرق لمبادرة الإليزيه التي تترنح على حبال التجاذبات السياسية والحزبية وتطاردها شياطين التركيبة اللبنانية.

ذهب ماكرون في أحلامه "الإستعمارية" بعيداً، وقرر الدخول من باب الفن اللبناني وجد في سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز فرصة للتأثير في الوجدان اللبناني، ولكن الوسام الفرنسي الذي إرتقى حين نالته فيروز، لم يساعد الرجل على تسويق نفسه كراع للثقافة والعلم في لبنان، بل عكست المساعدات للمدارس التابعة للدولة الفرنسية في لبنان تخبطاً في الرؤية حيث شكا الكثير من الأهالي الفوضى في توزيع المساعدات التي حصل عليها من ليس بحاجة، وفي ظل غياب الضوابط التي يمكن أن تساعد على توزيع عادل لكافة الفئات.

وعود ماكرون الكثيرة لا سيما تلك المتعلقة بالمليارات الوافدة إلى لبنان، رست في نهاية المطاف على بضعة ملايين من الدول المانحة ولمساعدة "المحتاجين" في لبنان.. كلمة تلخص مهمة الرجل الذي نسف تاريخ فرنسا المؤسساتي المساعد على تنمية الدول واعمار حجرها وبشرها، فجعل من مؤتمر الدعم هذا "صَدَقَة" على اللبنانيين وأثار غضبهم وتعرض ماكرون لحملة على مواقع التواصل حيث إعتبر الكثيرون منهم، أن نظرة سيد الإليزيه فيها الكثير من الإحتقار لتاريخ لبنان ولشعبه الذي ناضل وكافح من أجل البقاء في أرضه ولم يرضخ لأي إحتلال بل كان العين التي قاومت المخرز وعاش على "القنديل" في الشدائد، وظل صامداً بوجه أعتى الأنظمة، وإذ بماكرون اليوم يحوله إلى متسول يشحذ حفنة دولارات من أجل أن يستثمر بسمعة هذا البلد في الإستحقاق الرئاسي المقبل، إلّا أنّ اللعبة إنكشفت والدور الفرنسي بدأ ينكفئ بإنتظار ديغول جديد أو ماكرون ثانٍ.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة