المحلية

الجمعة 04 كانون الأول 2020 - 04:00

مَن يُطلق الرصاصة الأولى؟

مَن يُطلق الرصاصة الأولى؟

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

مَن يُطلق الرصاصة الأولى..؟

جملة تختصر الوضع الحالي عند الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية إذ أن كل المؤشرات الحاصلة على تلك البقعة الجغرافية، توحي بأن المعركة قادمة لا محالة، وما يزيد من الإعتقاد هذا حالة التّأهب القصوى التي تفرضها إسرائيل منذ سقوط العنصر في "حزب الله" علي كامل محسن والمناورات المستمرّة التي تجريها منذ ذلك الوقت، تحسّباً لأي رد فعل.

من جهة "حزب الله"، يبدو واضحاً أنه جار الإستنفار الإسرائيلي بخطوات ميدانية كشف عن بعضها وأبقى البعض الأخر طيّ الكتمان من بوابة عدم كشف الأوراق. هذا الوضع الذي يُشبه حدّ السيف، يُشبهه البعض بعمليات جسّ النبض أو اختبار كل طرف للأخر لكي يلقي ما عنده من تحضيرات في ساحة الميدان.

بما أن الطرف الإسرائيلي قد قدّم ما لديه من عمليات أمنية سواء على المسرح السوري أو الإيراني من خلال عملية الاغتيال الأخيرة التي طالت أحد أبرز علماء النووي الإيرانيين، بالإضافة إلى استهدافات لمواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، يبقى أن يقدّم "الحزب" ما يمتلك وهو مُجبر على هذا الفعل لأسباب كثيرة، وإلّا فإن الأمور ذاهبة حتماً إلى تسويات قد تُفضي في نهاية المطاف إلى حلّ يُرضي القتيل ولا يُرضي القاتل، وفقاً لمقولة "مُجبر أخاك لا بطل".

المؤكد، أن الوضع الأمني في لبنان أصبح على المحك خشية ردّ إنتقامي يُنفّذه "حزب الله" بعد مقتل العنصر محسن والخشية الأكبر من ردّ إسرائيلي يُمكن أن يشبه عدوان تموز 2006، وقد ازداد الوضع تأزّماً غداة اغتيال المحسن الثاني العالم النووي الإيراني الأمر الذي أدخل اللبنانيين في حالة ذعر وخوف من المجهول الذي ينتظرونه، على الرغم من الشكوك التي تساور البعض لجهة حتميّة الرد، وما إذا كان سيُنفّذ هذه المرّة من داخل لبنان أو خارجه. وأبرز ما يتبادر إلى الأذهان، سؤال حول موعد الحرب في حال فُرضت أميركيّاً أو إيرانيّاً.

مصادر عسكرية ـ أمنية، تجزم بأن لا حرب مقبلة بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن هذا النفي لا يمنع لجوء الطرفين من اللجوء إلى القوّة المقيّدة وهناك احتمال بسيط بأن تتدحرج إلى حرب محدودة الزمان والمكان، أن تصل إلى حد الإيلام الشديد الذي يستعيد معادلة الردع. لذلك من الممكن أن يلجأ الطرفان إلى استخدام قوّة العنف التي تؤذي الطرف الأخر وأيضاً من دون الذهاب الى الحرب الشاملة، وذلك عن طريق العمل المركّب منه الأمني والعسكري والسيبراني والإقتصادي والسياسي.

أمّا على الجبهة الإيرانية، فتشير المصادر إلى أنه "ليس أمام إيران أي خيار بديل عن الردّ على أن يكون خاضعاً لثلاث قواعد: التماسك والضرورة، الإيلام الشديد، وتجنّب الحرب الشاملة".

واللافت، أنه رغم احتكام الأطراف جميعها إلى لغة العقل ولغة السلاح في آن واحد، لا بدّ في نهاية المطاف من الوصول إلى تسوية تضع الجهات المتصارعة ـ المستنفرة أمام حلّ وحيد إنطلاقاً من الإكتفاء بما تحقّق. وهنا يبرز السؤال حول الجهة التي يُمكن أن تشكّل الضامن لهذه التسوية، والقاعدة التي ستقوم عليها.

هنا تعود المصادر نفسها لتوضح أن البديل عن القوّة الذاتية لضمان أي تسوية عسكرية أو أمنية، فالضعيف لا يُمكن له الدخول في تسويات، والدول بدورها غير قادرة على لجم إسرائيل، لذلك وحده سلاح الردع الذي يمتلكه "الحزب" يمكن أن يشكّل ضمانة لأي تسوية. والمؤكّد أن التسويات مقبلة وسينخرط الجميع فيها بمن فيهم "حزب الله" وإسرائيل وإيران خصوصاً وأن لكل جهة من هؤلاء حسابات خاصّة تتراوح بين نقاط قوّة، ونقاط ضعف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة