المحلية

الأحد 06 كانون الأول 2020 - 04:00

جَدليةُ العلاقةِ بَين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"

جَدليةُ العلاقةِ بَين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

ليس مُستغرباً أن يُقال بأن ما يجمع بين "حزب الله" وحزب "القوّات اللبنانية" هو أكبر بكثير من الخلافات التي تُبعد بينهما وأبرزها موضوع سلاح "الحزب" والعلاقة التي جمعت "القوّات" باسرائيل في زمن الحرب. فالمؤكد اليوم أن الطرفين يسعيان على الدوام إلى تثبيت موقعهما على الساحة اللبنانية بشكل عام، وداخل طائفتهما على وجه الخصوص في ظل هاجس متنوّع ومتفاوت يعيشانه وهو الصراع من أجل البقاء والإستمرارية، وإن اختلفت ادوات هذا الصراع بين عسكرية وسياسية.

تُؤمن "القوّات" أن تحقيق المكاسب السياسية في ظل صراعها القائم والمتمدد مع "التيّار الوطني الحر" إنطلاقاً من ميزان الربح والخسارة، هو الأمر الوحيد الذي يُبقيها بشكل دائم على منصّة التتويج والذي يُحصّنها في الداخل ويجلب لها في الوقت ذاته، الدعم الخارجي، أيّاً كان نوع هذا الدعم سواء مادي أو معنوي. وهو الامر الذي ترجمته في الميدان السياسي بعد الفوز الكبير الذي حقّقته مصلحة طلابها في الإنتخابات الجامعية الأخيرة من خلال تقريشه داخل الحاضنة المسيحية وللبناء عليه مُستقبلاً داخل صناديق الاقتراع في الإنتخابات النيابية.

أمّا من جهة "حزب الله"، فهو الأخر يؤمن أن أفضل وسيلة لبقائه والإحتفاظ بمكاسبه الشعبية وربما السياسية، لا يتحقّق إلا من خلال التمسّك بسلاحه خصوصاً وأن صراعه العقائدي والوجودي مع إسرائيل، يفرض عليه الإبقاء على جهوزية السلاح بشكل دائم، وهذا أيضاً ما يُترجمه "حزب الله" اليوم في ظل التصعيد بينه وبين إسرائيل والتي أدت إلى إستنفارات متبادلة عند الحدود، وهو ما يجعله أيضاً على مسافة قريبة جداً على الدوام مع بيئته "المُقاومة" التي يستمد منها استمرار وجوده السياسي خصوصاً في ظل الرفض الدولي له كتنظيم مسلّح، ولوجوده السياسي في مؤسّسات الدولة.

في الشق الداخلي وكيفية التعاطي مع الظروف التي تمر بها البلاد بين الحين والأخر، لم يمنع الاختلاف العقائدي وربّما الوجودي بين الطرفين من التلاقي على اكثر من محور رئيسي مثل الفساد ومحاسبة المتورطين بإهدار المال العام أو عبر الحوار المباشر داخل مجلسي النوّاب والوزراء، ولو أن العلاقة بينهما ظلّت حتى اليوم علاقة حذرة يتخلّلها في بعض المراحل، رشقات نارية غير قاتلة. والعنوان الأبرز الذي كان ترجم تخوّفهما من عملية تطويق سياسية غير مباشرة، تمثّل بتحالفهما ضمن توليفة واحدة، لمواجهةِ المعركة التي خاضتها "الثورة" في انتخابات نقابة المحامين والتي أدت في النهاية إلى فوز المرشح ملحم خلف برئاسة النقابة.

الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير يرى أن التشابه بين "الحزب" والقوّات" يكمن في التنظيم الممنهج إذ أن لكل منهما هيكلية مُنظّمة تعتمد على المؤسسات الداخلية في صناعة القرار. كما أنهما يمتلكان هيكلية تنظيمية متماسكة داخليّاً. أمّا في المشروع، فبرأي قصير أن الطرفين ينطلقان من مشروع ايديولوجي وليس مجرد مشروع سياسي يتعلق بلبنان ومُستقبله".

ويُضيف قصير:" كما أن لكل من "حزب الله" و"القوّات" هواجس يُمكن وضعها تحت عنوان الدفاع عن لبنان، وإن كان لكل فريق رؤية تختلف عن الأخر في كيفية الدفاع، والأبرز أنهما يلتقيان عند نقطة مهمة وهي أنهما حزبان ليسا مبنيان على جانب عائلي أو إقطاعي بل على قوّة شعبية عمادها أبناء الأرياف والطبقة المتوسطة".

يبدو أن نظرة كل من "حزب الله" و"القوات اللبنانية" إلى بعضهما البعض قد تغيّرت نوعاً ما عن السابق، فالحزب بالنسبة إلى "معراب" هو فريق لبناني وإن كان ينتمي إلى محور خارجي، ولذلك لا مفرّ من الجلوس معه سواء داخل مؤسسات الدولة، أو على طاولات البحث والنقاش المتعلقة بمصير لبنان. أمّا من جهة "الحزب"، فهو وبعد سنوات على دخوله المعترك السياسي، بدأ يجنح إلى فكرة أن "القوات" خصم وليس عدو ويُمكن الإلتقاء معه حول خطوط كثيرة تحت قبتي مجلسي النواب والوزراء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة