"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري
كشفت أوساط قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية ميشال عون، وانطلاقاً من حرصه على المسؤوليات التي يتولاها، اتخذ سلسلة خطوات مباشرة بالأمس، من أجل التخفيف من حجم المعاناة لدى الشعب اللبناني، وهو ما تمثل بالرسالة الموجهة إلى المجلس النيابي حول الأزمة الحكومية، وهو قرّر أن يبذل المستحيل للتخفيف من آلامه ومعالجة الأزمات التي يواجهها اللبنانيون، وإن كان يدرك أن الحكومة المستقيلة، قد استقالت أيضاً من تصريف الأعمال، مما يراكم من تحديات وخطورة اللحظة الراهنة.
ومن هنا قالت الأوساط أن رئيس الجمهورية يتحرك على أكثر من جبهة، إذ أن عينه على الجنوب بالدرجة الأولى بعد التطورات الأمنية الأخيرة، وكذلك عينه على القدس، كما أنه يعمل على معالجة ما اعترى العلاقات مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، بهدف عودة هذه العلاقات إلى طبيعتها وإلى سابق عهدها، بعد ما سجل من توتر بالأمس بسبب المواقف التي صدرت عن وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة شربل وهبي.
وفي هذا السياق من المتوقع أن يتم اليوم وضع حد فاصل لهذه الأزمة، من خلال توكيل مهام وهبة إلى وزير آخر، مع العلم أن الوزير دميانوس قطار هو وزير الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال، ولكنه تخلّى عن هذه المهمة وعن كل مهامه الوزارية حتى في وزارة البيئة.
وتوقعت الأوساط نفسها أن تنتهي هذه الأزمة اليوم ، ولكنها اعتبرت أنه في حال استمرت ، فقد يكون "وراء الأكمة ما وراءها"، مشيرةً إلى أن المعلومات تؤكد أن الأزمة قد عولجت بعدما قرر الرئيس عون حلّها سريعاً. ومن ضمن هذا السياق من المتوقع المباشرة أيضاً بتسوية مسألة التصدير إلى المملكة ودول الخليج وحل قضية سمير صفير.
أماً بالنسبة لرسالة رئيس الجمهورية إلى النواب، فقد أوضحت الأوساط أنها تأتي على قاعدة "أللهم أشهد أني بلّغت"، ولاحظت أنه في إطار توزيع المسؤوليات في ملف تأليف الحكومة، إذ أن المسؤولية هي مسؤولية المجلس، بمعنى أن التكليف قد صدر بموجب استشارات نيابية ملزمة، قرر الرئيس عون، أن يضع مجلس النواب في مجريات التأليف وعرض له كل الأسباب التي أدت إلى تأخير تشكيل الحكومة. وكذلك عملاً بمبدأ التعاون بين السلطات، وبما أن مجلس النواب مسؤول أيضاً، فعليه أن يساعد على تخطي الوضع الراهن، خصوصاً في ظل الإنقسام السياسي الحاد والخطاب الطائفي ، والذي تأخذه رئاسة الجمهورية في الإعتبار.
وركزت أوساط قصر بعبدا، على أن الرسالة هي بمثابة توصية عامة، ولن تؤدي إلى نتيجة عملية على صعيد عملية التأليف، لكن المجلس يجب أن يكون في صورة الأوضاع بعد مرور 7 أشهر على التكليف، وهو وقت طويل ومستقطع وقاسي جداً على اللبنانيين، وبما أن المجلس هو ممثل الشعب، ما من شيء يمنع رئيس الجمهورية من التوجه إلى الشعب مباشرة من خلال ممثليه والذين انتخبهم ويشكلون المؤسسة الأقرب إلى الرغبة الشعبية، وذلك لشرح كل ملابسات الأزمة الحكومية.
وشددت الأوساط بالتالي على أن رئيس الجمهورية يدرك حجم مسؤولياته وهو يقوم بتوزيع المسؤوليات، ولن يضع نفسه بين المطرقة والسندان، وهو يأمل أن يلهم الله النواب والرؤساء نبيه بري وسعد الحريري، كما كل رؤساء الكتل النيابية، مع العلم أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، هو الأقرب اليوم إلى الواقعية من غيره. ولفتت الأوساط إلى ضرورة أن تلاحظ هذه القوى مدى التهديد الذي يتعرض له اتفاق الطائف وحجم الخطر على الشراكة الوطنية، معتبرة أن غداً لناظره قريب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News