في الوقت الذي ساد فيه التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق للتهدئة في غزة، عادت ملفات خلافية لتظهر على السطح، إذ تباينت الأنباء بشأن إمكانية حل الخلاف حول محور فيلادلفيا.
تقارير إسرائيلية قالت إن الخلافات قابلة للحل في حين اعتبرت مصادر أخرى أن الخلافات ما زالت عميقة وتحتاج لنقاشات وبحث.
هيئة البث الإسرائيلية قالت إن تل أبيب تؤيد اقتراحا أميركيا للتوصل إلى اتفاق يتضمن انسحابا تدريجيا من محور فيلادلفيا، لكن مصدرا مطلعا على المفاوضات كشف عن خلافات عميقة بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وكشف موقع "واللا" الإسرائيلي أن الحكومة أصدرت تعليماتها إلى الجيش لزيادة حدة القتال في قطاع غزة، من أجل تحسين موقف إسرائيل في محادثات الهدنة.
وأشارت مصادر الموقع الإسرائيلي إلى أن المؤسسة الأمنية تقدّر أن يمارس وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن ضغوطا شديدة على حكومة نتنياهو.
لكن موقع "واللا" أوضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصر على الاحتفاظ بقدرتها على العودة إلى القتال ضد حماس، وعدم الموافقة على وقف الحرب بشكل تام.
ووسط هذا المشهد، يأتي وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في جولة هي العاشرة له للمنطقة منذ السابع من أكتوبر.
زيارة تأتي في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها واشنطن للدفع بالمفاوضات والتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة.
ويبدو أن نتنياهو استبق زيارة بلينكن لإسرائيل بالتأكيد على أن الضغوط يجب أن تتوجه إلى حماس، وليس على حكومته.
كما وقال بيان من مكتب نتنياهو إنه مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا "لمنع الإرهابيين من إعادة التسلح".
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني جمال زقوت في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": "حماس ليست عقبة في المفاوضات وأي حديث من هذا القبيل تجني على الموقف الفلسطيني".
وأضاف، "المعضلة الأساسية هي أن نتنياهو يعرض المجتمع الإسرائيلي والمنطقة للخطر".
ولفت زقوت الى أن "حماس وافقت على الإطار الرئيسي الذي قدمه جو بايدن وقالت إنها وافقت على تصورات تموز".
وتابع، "حماس تدرك أن وقف إطلاق النار مصلحة لفلسطين والمنطقة".
وأشار زقوت، إلى أن "برنامج نتنياهو لا يريد السلام في المنطقة، وهو من سمح ببقاء حماس في الحكم".
واستكمل، "حماس منذ كانون الأول قدمت لمصر رأيا يقول إنها مستعدة لحكومة وفاق وطني تمهيدا لإجراء انتخابات بعد ثلاث أو أربع سنوات".
وقال زقوت: "الجدية تقتضي أن يجري توافق على حكومة وفاق وطني".
وأشار الى أن "الأمن الإسرائيلي يقول أنه لا يوجد سبب أمني للتواجد في محوار فيلادلفيا، ونتنياهو لا يريد الإصغاء".
في حين ذكر الباحث في معهد ترومان للسلام للجامعة العبرية روني شاكيد، أن "نتنياهو سبب مشاكل 7 تشرين الأول، ويحاول اليوم أن يظهر بمظهر القوي".
وتابع، "نتنياهو والسنوار مسؤولان عما يحصل، نتنياهو يريد تحقيق مصلحته السياسية".
وأشار شاكيد، إلى أن "الأميركان قبل مؤتمر شيكاغو الخميس يريدون تحقيق تقدم في المفاوضات".
وقال: "نتنياهو مسؤول عن حياة المختطفين، وهذا ملف ضاغط عليه".
واستكمل شاكيد: "عشرة أشهر منذ بدء الحرب ولا يوجد لجنة تحقيق إسرائيلية في الفشل الأمني يوم 7 تشرين الأول، ونتنياهو لم يستقيل".
من جهته، قال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي فيكتور لاغرون: "هناك عراقيل من الجانبين وما يهم الآن هو المسار المستقبلي، أميركا تريد أن يكون هناك تراجعا للعمليات القتالية، والنازحون في غزة يجب أن يعودوا".
وأضاف، "الأمور ضاغطة على إدارة بايدن وزيارة بلينكن تأتي لتحقيق تقدم قبل الانتخابات الأميركية".
وأشار لاغرون إلى أن "نتنياهو يواصل إلقاء اللوم على حماس ولكن الواقع هو أن اللوم يقع عليه في التوصل للاتفاق".
وأردف، "إيران تؤجل الرد لأنها تريد أن تظهر بمظهر البعيد عن عرقلة المفاوضات".
وتابع لاغرون، "إدارة بايدن تضغط على نتنياهو الذي يناور لإبقاء سلطته السياسية".
وختم: "الضغط يجب أن يأتي من جهات عدة، والوقت ليس في مصلحته".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News