ليبانون ديبايت- عبدالله قمح
علم 'ليبانون ديبايت' من مصادر معنيّة، أن وساطة المبعوث الدولي عاموس هوكشتين في شأن التوصل إلى ترتيبات معينة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، يسبقها وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل 'ترنحت أو سقطت في ضوء التطورات الأخيرة على الجبهة، لا سيّما الهجمات التي شنّتها تل أبيب على 3 دفعات نحو الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، ممّا أدى إلى سقوط آلاف الإصابات في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى عمليات القصف العنيفة التي شُنّت على الجنوب يومي الخميس والسبت، واستهدفت نقاطاً متفرقة شمال النهر وجنوبه.
وفُهم ممّن يتولّون التواصل مع هوكشتين، أن زيارته الأخيرة إلى تل أبيب الأسبوع الماضي بدافع إقناع حكومة بنيامين نتنياهو بوقف التصعيد مع لبنان "فشلت"، وإن ما سمعه هوكتشين خلال اجتماعاته، لا سيّما مع نتنياهو شخصياً، أوحى بأن تل أبيب عازمة على التوسّع في الإستهدافات لتأمين عودة المستوطنين إلى الشمال، وأن ذلك لم يعد من مجال لإتمامه بالطرق الدبلوماسية، وهذا يشمل فترة السماح التي منحتها تل أبيب إلى هوكشتين وإدارته، لإتمام هذا الهدف دون أن تنجح. وفُهم أيضاً أنه، وإزاء هذه الأجواء، لم يعد من جدوى لوساطة هوكشتين.
وعلى الأرجح، فإن الأخير سوف ينتظر ما سوف تسفر عنه مرحلة التصعيد الحالية. وحتى الوصول إلى ذلك الموعد، سيبقي وساطته مجمّدة، لكنه سوف يبقي نشاطه من خلال قنوات معينة بدافع العمل من أجل الوصول إلى تهدئة.
هذا الكلام سُمع في بيروت أيضاً، حيث شهدت الأيام التي تلت عمليتي تفجير أجهزة الـ"بايجر" و الـ"آيكوم" (الثلاثاء والأربعاء الماضيين)، وأيضاً الغارة التي استهدفت "لجنة القيادة التابعة لقوات الرضوان" في أثناء اجتماعهم، وما نتج عنها من مجزرة أزهقت أرواح مدنيين من بينهم نساء وأطفال الجمعة الماضي، تحركات على صعيد أكثر من سفير غربي تجاه مرجعيات سياسية كبيرة. وحاول هؤلاء السفراء إستفهام حدود التصعيد الحالية. كما بدوا مهتمين بمعرفة كيفية تعاطي "حزب الله" مع الأحداث.
وفُهم أيضاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان بارداً في التعاطي مع تلك المحاولات من دون استثناء، ولم يقدم أي إجابة واضحة حول أسئلة وجهت إلى عين التينة. وفهم أن أسلوب بري يستبطن رسالة اعتراض واضحة.
عملياً، من الواضح أن دولاً عديدة، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، تنتظر نتيجة التصعيد الحالي لمعرفة مدى تأثيرها على المسار الحربي على طرفي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وكانت رسائل وردت من واشنطن تحديداً، وتولت نقلها عاصمة أوروبية إلى الحزب بعيد مجزرتي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي، دعت الحزب إلى القبول بالصيغة المطروحة عليه والقائمة على فصل المسارات بين الجنوب وقطاع غزة، غير أنه لم يجب عليها.
وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن الرسالة التي نقلت إلى الحزب، تحمل نفس مضمون الرسالة التي نقلها عاموس هوكشين إلى بيروت عبر الوسطاء بعيد زيارته الأخيرة إلى تل أبيب، ولا تختلف عن الرسائل التي بعث بها إلى بيروت سابقاً، وتقوم بالإضافة إلى الجانب المتعلق بفصل المسارات مع قطاع غزة، على قبول الحزب، نزع أسلحته الثقيلة والإنسحاب إلى خلف نهر الليطاني ومن ثم البدء في التفاهم حول تسوية مع تل أبيب، فُهم أنها ترمي إلى إنتاج قرار دولي جديد مغاير للقرار 1701.
التهجير مقابل الإغتيالات
عملياً عاد "حزب الله" إلى اتّباع سياسة التشدّد في شأن استمراره في عمليات "الإسناد" لا بل زاد تشدداً. ومن الواضح أيضاً أن الحزب ذهب إلى تطوير مفهوم الإسناد من جانبه. كلام نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في تشييع القيادي الكبير الشهيد إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) يوحي أن الحزب فتح ملفاً آخر بموازاة ملف الإسناد، يمكن تسميته "إسناد +"، بمعنى أن الحزب بات يعتبر أنه يمتلك الحق في توسيع الجبهة بشرط أن تبقى تحت سقف الحرب المفتوحة، وهذا يعني توسيع مدى القصف من جهة، وإدخال نمط جديد من الحركة في الميدان من جهة أخرى، ومن غير المستبعد أن تكون أنماط أمنية بحتة أو عسكرية برية وتشمل ذهاب المقاومة نحو إجراء مناورات معينة عند الحدود.
يوحي أداء الحزب أنه يعمل من ضمن استراتيجة رد على الإعتداءات تجعل من المستوطنين ركيزتها، بمعنى توسيع شعاع "تهجير المستوطنين" من الشمال في مقابل توسيع إسرائيل لنطاق استهداف الحزب، بما في ذلك الوصول إلى الضاحية الجنوبية. أي أن سقوط آلاف الجرحى في صفوفه أو بصفوف المدنيين، أو الإستمرار في اتّباع سياسة اغتيال قادته، يقابلها استعداد الحزب لتوسيع مدى النار وإخراج المزيد من المستوطنين من منازلهم.
خلال الضربة التي شنّها "حزب الله" فجر السبت – الأحد، واستهدفت مستعمرات شمال وشرق حيفا، وما أسفرت عنه من خسائر وحالات ذعر نتيجة تمكن صواريخ المقاومة من بلوغ أهدافها، وزّع إعلام العدو أن نحو مليون مستوطن إسرائيلي باتوا في نطاق نيران الحزب، أي أن هؤلاء قاربوا أن يكونوا مشاريع نازحين من مناطقهم. وهذا يقابل استراتيجية نتنياهو القائمة على إعادة المستوطنين إلى الشمال، وتندرج في عمق استراتيجية "لن يعودوا" التي وضعها السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News