المحلية

ليبانون ديبايت
السبت 26 نيسان 2025 - 09:05 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

سيناريو تقسيم سوريا يُهدد لبنان!

سيناريو تقسيم سوريا يُهدد لبنان!

"ليبانون ديبايت"


قد تكون وجهة القوات الأميركية المُنسحبة من سوريا، أكثر أهمية من خطوة الإنسحاب نفسها، وتحمل مؤشرات بارزة على مستوى انعكاس هذا التطور على الساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة، نتيجة انعكاس أي واقع أمني سوري على الأوضاع الأمنية في لبنان. وفي قراءته لهذه الخطوة الأميركية، يُعيد الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، التذكير بما كان قد أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى، عندما طالب بسحب الجنود الأميركيين من سوريا إلى العراق، حيث اعتبر إن "أميركا قد قدمت التضحيات في العراق ولم تضع يدها على البترول العراقي".


وعليه، يؤكد العميد ملاعب في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، أن هذا الكلام يُثبت "النوايا الفعلية" لترامب في ولايته الثانية وهي أن يكون بترول العراق تحت سيطرة واشنطن وذلك "كي لا تبقى تضحياتها من دون ثمن".


ويشير ملاعب إلى أن الوجود العسكري الأميركي يتركز في "سوريا الديمقراطية"، في المنطقة الفاصلة بين تركيا والأكراد، والأميركي يحتضن تركيا كونها عضواً في الناتو كما يدعم الأكراد، إلاّ أنه لم يرفع العقوبات عن سوريا لكي تخضع بشكل كامل لإرادة واشنطن.


وبالتالي، يرى ملاعب أنه "إذا خضعت سوريا للقرار الأميركي، والذي قد يؤدي إلى تطبيع مع إسرائيل بالتطبيع مع اسرائيل، فلن يبقى من سبب للوجود العسكري الأميركي في شمال شرق سوريا، خصوصاً وأن ما حصل حتى الآن، كان قرار إدارة ترامب بسحب 1400 عسكري أميركي والإبقاء على 600 عسكري، أي أن سحب الجنود قد حصل من بعض المناطق التي تتواجد فيها قبائل عربية، إنما في الأماكن ذات الأكثرية الكردية ما زالت هناك قواعد أميركية وقوات مسلحة وتحديداً في المناطق التي تقع فيها حقول الغاز والنفط".


وفي سياقٍ متصل، لا يجب إغفال ما حصل عندما سقط النظام في سوريا، حيث يلفت ملاعب إلى إحجام الأكراد عن المشاركة بالسلطة والتي اعتبروا أنها باتت بيد جبهة "النصرة"، ثم وافقوا بعد ضغطٍ أميركي، على الإنخراط في جيش سوريا الجديد.


وانطلاقاً من هذه المعطيات، فإن مشهداً سورياً جديداً يرتسم اليوم، حيث يجد ملاعب أن "سوريا أمام خيارين، فإمّا أن تكون مجزأة كما ترغب بها إسرائيل، وإمّا أن تكون تحت الوصاية التركية، على أن تشكّل واشنطن عبر وجودها العسكري حصانةً للأكراد، وبالتالي، فإن بقاء سوريا موحّدة سيكون له انعكاس مهم على لبنان، كما أن تقسيم سوريا وإقامة حزام مع إسرائيل عبر بعض الدروز الذين قد يظنون أنه باستطاعتهم إقامة دولة درزية في الجولان، سينعكس سلباً أيضاً على لبنان".


لكن ملاعب يتحدث عن "سيناريو آخر متوقع ويثير المخاوف على الوضع اللبناني ويهدد استقراره، وهو تقسيم سوريا، بمعنى أن يرفض الأكراد المشاركة في السلطة والجيش السوري، وأن يعيد العلويون بناء نفوذهم في الساحل".


ويخلص ملاعب إلى أن هدف الإنسحاب الأميركي هو "إعادة تنظيم دولة سورية تحت الهيمنة التركية - الأميركية وهو سيناريو يريح أميركا ويريح إسرائيل مستقبلاً كما أنه يريح لبنان، لأن الشوكة التي كانت تُستخدم ضد لبنان عبر النظام السابق ستزول لانه لن يعود من ظهير لحزب الله في سوريا وعندها سيعترف الحزب بأنه لم يعد لديه الدور الذي كان يشغله في المنطقة، ولا حتى دوره أمام العدو الإسرائيلي لأن هذا الدور سيصبح للدولة اللبنانية وليس له".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة