جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين، تعهده بمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة للحصول على الغذاء، في ظل التحذيرات المتزايدة من كارثة إنسانية وشيكة، وذلك خلال فعالية أُقيمت في البيت الأبيض، رداً على سؤال حول موقف إدارته من نية إسرائيل شنّ هجوم موسّع جديد على القطاع.
وقال ترامب: "سوف نساعد أهالي غزة في الحصول على بعض الطعام. الناس هناك يتضورون جوعاً، وسنقدّم المساعدة لهم لتأمين ما يحتاجونه من غذاء". ويأتي هذا التصريح وسط تصاعد التحذيرات الدولية من مجاعة واسعة النطاق في القطاع، في وقت تواصل فيه إسرائيل تضييق الخناق على دخول المساعدات الإنسانية.
وفي السياق نفسه، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق من يوم الإثنين، أن بلاده تستعد لشنّ عملية عسكرية واسعة على غزة، مشيراً إلى أنها ستكون "مكثفة" وتهدف إلى هزيمة حركة حماس بشكل نهائي.
وقال نتنياهو في مقطع مصوّر نُشر على منصة "إكس": "سيتم نقل السكان حفاظاً على سلامتهم"، لافتاً إلى أن الجنود الإسرائيليين "لن يشنّوا غارات ثم ينسحبوا"، بل "النية هي عكس ذلك"، في إشارة إلى بقاء القوات داخل القطاع خلال العملية القادمة.
وفي المقابل، أعلنت مصادر طبية في غزة، الإثنين، أن عدد الوفيات بين الأطفال جراء سوء التغذية ارتفع إلى 57 حالة، في ظل التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والإنسانية، وعدم توفر الغذاء أو الرعاية الصحية في أماكن النزوح.
وأكدت المصادر أن "أطفال القطاع أصبحوا بلا مأوى، ويعيشون في أوضاع كارثية"، متحدثة عن نقص حاد في المياه الصالحة للشرب والأدوية، وسط تفشي الأمراض. وجددت تلك المصادر "نداءها العاجل لأحرار العالم"، مؤكدة أن "إنقاذ أطفال غزة ليس خياراً، بل واجب إنساني ملحّ".
وتعود جذور الأزمة إلى قرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مطلع آذار الماضي، في ظل تصعيد عسكري متجدد، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في سلاسل الإمداد، ودفع بمخيمات النزوح إلى حدود الكارثة.
وتُظهر تقارير الأمم المتحدة أن القطاع، الذي يضم أكثر من مليوني نسمة، يشهد حالياً ما وصفه برنامج الأغذية العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه "أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً".
ووفق تقرير أممي صدر أواخر نيسان، فإن نحو مليون و950 ألف فلسطيني من أصل 2.2 مليون، يعانون من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يُنذر بمجاعة جماعية إذا لم يُسمح فوراً بإدخال المساعدات.