أعرب المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، عن تفاؤله بإمكانية التوصّل إلى اتفاق جديد بشأن الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، مؤكداً أن هناك "شعوراً جديداً بالقدرة على إنجاز شيء ما".
وفي تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن"، قال بولر إن "الوقت قد حان لتُفرج حماس عن الرهائن"، مشيراً إلى أن "الإسرائيليين يريدون إنجاز اتفاق، لكن حماس عنيدة جداً"، وأضاف: "عُرضت أشياء كثيرة على حماس، وننتظر أن تتخذ إجراء، وإلا فإن إسرائيل ستضطر إلى التصرف". وأوضح أن المفاوضات بلغت "مرحلة التفاصيل الصغيرة"، ونصح حماس بقبول العرض المقدّم من إسرائيل والولايات المتحدة.
في السياق، أفادت تقارير إسرائيلية بأن المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة قد تُتوَّج باتفاق في غضون أسبوعين، وهي المرة الأولى التي تتناول فيها المفاوضات موضوع نهاية الحرب. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر رسمية أن التوصّل إلى اتفاق بات ممكناً، وأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من المتوقع أن يصل إلى الدوحة خلال أيام.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس أبدت تحفظات على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، غير أن الوساطة القطرية ساهمت في تضييق الفجوة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن دبلوماسي عربي قوله إن "الفجوات حول خريطة انتشار القوات الإسرائيلية تقلّصت"، وإن ما تبقى "مجرد عقبات محدودة".
واعتبر أن اللقاء الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كان "مهماً جداً لتقدّم المحادثات"، وأن واشنطن "راضية عن التطورات حتى الآن".
من جهته، كشف مصدر سياسي لصحيفة هآرتس أن إسرائيل تُجري للمرة الأولى محادثات مع حماس بهدف إنهاء الحرب، مؤكداً أن "المفاوضات الحالية تختلف عن الصفقات السابقة، حيث تتركّز فعلياً على مسألة إنهاء الحرب، ما يجعلها أكثر تشابكاً وتعقيداً". وأضاف أن "الوفد الإسرائيلي يتمتع بهامش واسع ومرونة كافية للتوصّل إلى اتفاق دون المساس باحتياجات إسرائيل الأمنية".
ويتزامن هذا التقدّم مع ضغط متزايد من عائلات الأسرى الإسرائيليين على الحكومة، حيث تظاهر آلاف الأشخاص في "ميدان الرهائن" وسط تل أبيب، ضمن احتجاجات أسبوعية تطالب بإبرام صفقة شاملة تُعيد جميع الأسرى دفعة واحدة. وخلال التظاهرات، دعت عيناف تسنغاوكر، والدة أحد المحتجزين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "عدم السماح بانهيار مفاوضات الدوحة ومنح الوفد الإسرائيلي تفويضاً واضحاً لإنهاء الحرب". كما دعته إلى "الكف عن الانتقائية والمضي قدماً نحو صفقة شاملة بالتعاون مع الرئيس الأميركي".
في المقابل، أفاد مصدر فلسطيني لوكالة "الأناضول" بأن حركة "حماس" تسلمت من الوسطاء خرائط جديدة تُظهر مناطق السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة، وبدأت بدراستها. وأوضح المصدر أن الخرائط تُظهر استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على معظم مدينة بيت حانون شمالاً، ونصف مدينة رفح، وبلدتي خزاعة وعبسان في محافظة خان يونس، وأجزاء واسعة من حي الشجاعية في غزة.
وأضاف أن الحركة بدأت مشاورات داخلية ومع الفصائل الفلسطينية لبحث كيفية التعامل مع المقترحات الجديدة. ووفق المصدر نفسه، فإن الخرائط السابقة كانت تشير إلى سيطرة إسرائيلية كاملة على بيت حانون، وأجزاء كبيرة من بيت لاهيا، وكامل مدينة رفح، ومساحات واسعة من خان يونس ومناطق حدودية، وهو ما رفضته حماس.
وتُصر الحركة على العودة إلى خطوط الانسحاب المنصوص عليها في اتفاق كانون الثاني 2025، والذي قضى بانسحاب الجيش الإسرائيلي لمسافة تتراوح بين 390 و1100 متر.
يُذكر أن مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس جرت على مدى أكثر من 21 شهراً، ونتج عنها اتفاقان جزئيان في تشرين الثاني 2023 وكانون الثاني 2025. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تراجع عن الاتفاق الأخير، واستأنف الهجوم على غزة في 18 آذار الماضي.
ومنذ 7 تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 199,000 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقدان أكثر من 9,000 شخص، فضلاً عن مئات آلاف النازحين وانتشار المجاعة، التي أودت بحياة العديد من المدنيين.