"ليبانون ديبايت"
يشعر الشارع السنّي بامتعاضٍ شديد من أداء رئيس الحكومة نواف سلام، الذي بات يُنظر إليه كنموذج مقلق للضعف السياسي والتهميش المتعمّد لدور رئاسة الحكومة، وهو الموقع الذي لطالما شكّل إحدى ركائز التوازن الوطني في لبنان.
ففي ظل غيابه المتكرّر عن الاجتماعات الأمنية والسياسية الأساسية، وتحوّله إلى مجرّد شاهد على تسويات تُصاغ خارج مكتبه، يجد أبناء الطائفة السنّية أنفسهم أمام مشهد يُعيد إلى الأذهان مرحلة الرئيس إميل لحود، حين كان يُختزل دور رئيس الحكومة وتُصادَر صلاحياته بشكلٍ ممنهج.
هذا التراجع في الحضور والدور لا ينعكس سلبًا على نواف سلام فحسب، بل يُعمّق شعور الطائفة السنّية بالتهميش والعزلة، ويُعيد طرح تساؤلات خطيرة عن مستقبل المشاركة السنّية الفاعلة في إدارة الدولة، وعن حدود الدور المسموح به لرئاسة الحكومة في التوازنات اللبنانية المتغيّرة.