في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، يحذّر العالم البيئي ورئيس "الحزب البيئي العالمي" الدكتور دوميط كامل من أنّ "لبنان يمرّ هذا العام بحالة جفاف غير مسبوق، ما ينعكس سلبًا على الغابات والغطاء النباتي بشكل عام، ويزيد بشكل خطير من احتمالات اندلاع الحرائق، خصوصًا مع وجود كتل هوائية حارة وجافة، وغياب شبه كامل للرطوبة في التربة".
ويؤكّد كامل أنه عاين ميدانيًا أوضاع بعض المناطق الزراعية، ووجد أن "المزروعات والأشجار وحتى التربة باتت تفتقر إلى الحد الأدنى من الرطوبة، ما يعرضها للضرر الشديد، ويهدد الموسم الزراعي بأكمله". ويضيف: "العام 2025 يُعد عامًا استثنائيًا وصعبًا جدًا، وقد يُغيّر معالم الغطاء الحرجي في لبنان. بعض أنواع الأشجار بدأت بالجفاف الكامل، وعاجزة عن مقاومة هذه الظروف المناخية القاسية".
أما التهديد الأخطر، وفق كامل، فيكمن في الانخفاض الحاد في مستوى المياه الجوفية، وخاصة في منطقة البقاع. ويقول: "العديد من الآبار الارتوازية، التي تقع على أعماق تتجاوز 125 مترًا، جفّت بالكامل. أكثر من 70% منها لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات، وهذا ما انعكس مباشرة على زراعة العنب، التي تعتمد بشكل كبير على هذه الموارد. فبعد أن كانت المضخات تعمل على مدار الساعة، باتت اليوم لا تعمل لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا، وبقدرة تشغيلية لا تتعدى الحد الأدنى".
ولا يقتصر التهديد على الزراعة، بل يشمل أيضًا مياه الشرب والاستخدام المنزلي، إذ يشير كامل إلى أن "مناطق كانت تُعرف بوفرة ينابيعها، مثل دير الأحمر، تعاني اليوم من جفاف أكثر من 90% من ينابيعها، وسط توقّعات بتوقف ينابيع أخرى خلال شهري آب وأيلول، نتيجة التراجع الكبير في المتساقطات".
ورغم فداحة الأزمة، يأسف الدكتور كامل لغياب أي استراتيجية واضحة على مستوى الدولة، قائلًا: "كلما أثُير هذا الملف نواجه تساؤلات غير منطقية، بدلًا من اتخاذ خطوات عملية. نحن نطالب بخطة وطنية شاملة للمياه، والزراعة، والبيئة، لأن استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد مستقبلنا البيئي والغذائي على حدّ سواء".
ويختم حديثه بالقول: "نحن في حالة خطر بيئي دائم، ويجب أن نكون على جاهزية تامة لمواجهته. في المقابل، لا بد من الإشادة بجهود الدفاع المدني، الذي يبذل أقصى ما لديه لمواجهة هذه التحديات المتراكمة".
الـــمــــزيــــــــــد
