أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قلقه من اقتراب موعد انتهاء معاهدة "ستارت الجديدة" الخاصة بالحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية بين بلاده وروسيا، معتبراً أن انتهاء هذه الاتفاقية يشكل "مشكلة للعالم"، ومؤكداً عزمه على بحث آفاق اتفاق بديل مع موسكو في المستقبل القريب.
وفي رد على سؤال وجهته له وكالة "تاس" الروسية خلال مؤتمر صحافي أمام البيت الأبيض الجمعة، قال ترامب: "هذه ليست المعاهدة التي تريدون انتهاء صلاحيتها"، مضيفًا: "لقد بدأنا العمل على هذا الأمر"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن المفاوضات أو المسارات المقترحة.
وشدد الرئيس الأميركي على أن هذه المسألة لا تهم الولايات المتحدة فحسب، بل تمثل خطراً دوليًا، في ظل الانهيار المتتالي لإطارات الحد من التسلح النووي التي ظلت قائمة منذ الحرب الباردة.
وتنتهي صلاحية معاهدة "ستارت الجديدة" في شباط 2026، وهي المعاهدة التي وُقّعت بين واشنطن وموسكو في 5 شباط 2011، وتحد من عدد الرؤوس النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تمتلكها القوتان النوويتان الأكبر في العالم.
وعلى الرغم من كونها آخر معاهدة قائمة لضبط التسلح بين القوتين، فإن السنوات الأخيرة شهدت توتراً متزايداً في تنفيذ بنودها، حيث اتّهمت موسكو الولايات المتحدة بعرقلة عمليات التفتيش المتبادلة، ما اعتبرته انتهاكاً لبنود الاتفاق.
وفي 21 شباط 2023، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة، دون الانسحاب منها رسميًا، مشددًا على أن عودة موسكو إلى طاولة التفاوض تتطلّب بحث كيفية إدراج الترسانات النووية لبريطانيا وفرنسا – الحليفتين النوويتين لواشنطن ضمن حلف شمال الأطلسي – في أي اتفاق مستقبلي، بما يعكس التوازن الكامل للقوى النووية الغربية.
وتواجه جهود الحد من التسلح تحديات متصاعدة مع تعثّر مسارات الحوار بين موسكو وواشنطن، والتطورات التكنولوجية السريعة في مجالات الصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيّرة، إلى جانب التغيّر في استراتيجيات الردع النووي لدى القوى الكبرى.