ذكرت وكالة رويترز أن شركات النفط الصينية المستقلة تعزز وجودها في السوق العراقية، وتخطط لمضاعفة إنتاجها ليصل إلى 500 ألف برميل يومياً بحلول عام 2030، في خطوة تعكس تحوّلاً في هيمنة الشركات الكبرى على قطاع النفط العراقي.
وبحسب الوكالة، فإن شركات مثل "جيو جيد بتروليوم" و"يونايتد إنرجي غروب" و"تشونغمان بتروليوم" و"أنتون لخدمات حقول النفط"، استثمرت مليارات الدولارات في العراق، مستفيدة من عقود تقاسم الأرباح التي تبنتها بغداد مؤخراً بدلاً من عقود الرسوم الثابتة.
وتأتي هذه الاستثمارات فيما انسحبت شركات عالمية كبرى مثل إكسون موبيل وشل من السوق العراقية، في حين تتميز الشركات الصينية المستقلة بسرعة تطوير الحقول النفطية خلال فترات لا تتجاوز ثلاث سنوات، مقارنة بـ5 إلى 10 سنوات تحتاجها الشركات الغربية، فضلاً عن تقديم تمويل تنافسي وتقليص التكاليف عبر العمالة والمعدات الصينية.
وقال علي عبد الأمير، من شركة نفط البصرة الحكومية، إن "الشركات الصينية المستقلة معروفة بسرعة الإنجاز، والالتزام بالجداول الزمنية، وقدرتها على العمل في بيئات أمنية صعبة، كما أن التعامل معها أقل تعقيداً من الشركات الغربية".
وأشارت رويترز إلى أن شركة "جيو جيد بتروليوم" وقعت في أيار الماضي اتفاقاً بقيمة 848 مليون دولار لتطوير مشروع جنوب البصرة، يتضمن حقل طوبة، وبناء مصفاة، ومجمع بتروكيماويات، ومحطتي طاقة.
لكن خبراء عراقيين حذروا من أن الاعتماد المفرط على هذه الشركات قد يعيق إدخال التكنولوجيا المتقدمة، ويثير مخاوف بشأن الشفافية وفرص العمل للعراقيين.
وتسعى بغداد لرفع إنتاجها النفطي إلى أكثر من 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2029، بينما تواصل الشركات الصينية – الحكومية والمستقلة – تعزيز نفوذها، إذ تستحوذ شركة CNPC الحكومية وحدها على أكثر من نصف الإنتاج الحالي للعراق.