المحاصيل في خطر... والحرارة تُسرّع النضج وتتلف المحاصيل
وصف المزارع البقاعي "أبو جهاد" لـ"ليبانون ديبايت" واقع الحال بقوله: "الموجة الحارة أثرت بشكل مباشر على المحاصيل. بعض الخضار نضج قبل أوانه، ما أدى إلى خسارة في الجودة والسعر، بينما تلفت محاصيل أخرى تحت أشعة الشمس الحارقة."
وأضاف: "الوضع صعب أصلاً، لكن ارتفاع درجات الحرارة زاد الأمور تعقيدًا. نحن مضطرون لتقليص كمية الري أو تحديد الأولويات بين المزروعات بسبب ندرة المياه، وهذا ينعكس سلبًا على حجم الإنتاج وجودته."
وعن الأسعار، أكد أن كافة المؤشرات تشير إلى احتمال ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق المحلية خلال المرحلة المقبلة، نتيجة لتراجع الكميات المعروضة مقابل ارتفاع الطلب المتزايد.
أزمة المياه... الشتاء الشحيح وموجة الحرّ تزيد الطين بِلّة
يعاني لبنان هذا العام من أزمة مائية حادة، حيث لم يتجاوز معدل الأمطار خلال شتاء 2024 نصف المعدل السنوي المعتاد، ما أدى إلى جفاف العديد من الينابيع والآبار. ومع تصاعد موجة الحر، ازدادت الحاجة إلى الري بشكل مضاعف، بينما الموارد المائية المتاحة لا تكفي لتغطية هذه الاحتياجات.
وقال أحد خبراء الزراعة: "الوضع الحالي غير مستدام، وبدون تدخل سريع لدعم قطاع الزراعة، قد نواجه تبعات خطيرة على الأمن الغذائي في لبنان."
المواطن والمزارع... بين نار الحرّ وغلاء الأسعار
لا يقتصر أثر هذه الأزمة على المزارعين فحسب، بل يمتد إلى المواطن الذي سيواجه غلاء متزايدًا في أسعار المواد الغذائية الأساسية، خصوصًا الخضار والفواكه. ومع تضاعف كلفة الإنتاج نتيجة زيادة استهلاك الطاقة للمياه والري، تتزايد الضغوط على القدرة الشرائية للمواطن اللبناني الذي يعاني أصلاً من أعباء اقتصادية متزايدة.
أما المزارع اللبناني، فيعيش معاناة مزدوجة بين خسارة المحاصيل وارتفاع تكاليف الإنتاج، وسط غياب خطط دعم حكومية واضحة ومستدامة، ما يدفع العديد منهم نحو التشرد المهني أو حتى التخلي عن الزراعة.
يبقى القطاع الزراعي اللبناني على حافة الهاوية، حيث يحتاج إلى تدخل عاجل وحقيقي من الجهات المعنية لوضع حد لهذه التحديات، من خلال خطط متكاملة لإدارة الموارد المائية، دعم مباشر للمزارعين، وتعزيز برامج التكيف مع التغيرات المناخية. وإلا فإن مستقبل الأمن الغذائي اللبناني قد يواجه مخاطر جسيمة، تتحمل تبعاتها كل أسرة لبنانية في مختلف المناطق.