رحّلت السلطات الإسرائيلية القس الإيطالي ناندينو كابوفيلا، البالغ من العمر 63 عامًا، فور وصوله إلى مطار بن غوريون، بدعوى "دواعٍ أمنية"، بحسب ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت. وكان كابوفيلا، القادم من منطقة مارجيرا قرب البندقية، يعتزم المشاركة في فعالية ضمن حملة "من أجل العدالة والسلام"، وقد سبق أن دعا إلى وقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
ووفقًا لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، احتُجز كابوفيلا لساعات في غرفة وصفها أصدقاؤه بأنها أشبه بـ"زنزانة" قرب المطار، ورفض التوقيع على قرار المنع الذي سلّمته له السلطات، قبل أن يُبلّغ بترحيله ليلًا إلى اليونان، مع إلزامه بتقديم طلب مسبق لدخول إسرائيل مستقبلًا.
القسّ الذي شغل سابقًا منصب المنسق الوطني لمنظمة "باكس كريستي" الإيطالية وعضو "السلام المسيحي"، عُرف بنشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان، الحوار بين الأديان، ونبذ العنف، كما ألّف كتاب "تحت سماء غزة" الذي وثّق فيه معاناة الفلسطينيين، معتبرًا أنهم يتعرضون لـ"إبادة جماعية" تستدعي نقل شهاداتها للعالم.
الحادثة أثارت جدلًا جديدًا حول تعامل إسرائيل مع النشطاء، إذ جاءت بعد سلسلة وقائع مشابهة، منها اعتراض القارب "حنظلة" ضمن "أسطول الحرية" ومنع ناشطين أستراليين من التواصل مع الخارج، وكذلك اعتراض السفينة "مادلين" التي كانت على متنها الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ. وتعيد هذه التطورات للأذهان مأساة "مافي مرمرة" عام 2010 حين قُتل تسعة نشطاء على يد القوات الإسرائيلية، ما فجّر إدانات دولية واسعة.