أعلن وزير الداخلية الصربي، إيفيكا داتشيتش، أن أكثر من 40 شرطياً أصيبوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي شهدتها البلاد الليلة الماضية، مشيراً إلى أن بعض الإصابات خطيرة وتشمل كسوراً في الذراع والساق. وأوضح أنه تم اعتقال 37 شخصاً على خلفية أعمال العنف.
ووفق داتشيتش، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع خلال الاشتباكات التي اندلعت في العاصمة بلغراد، وتمكنت من دفع المتظاهرين باتجاه ساحة سلافيا، بينما استمرت المواجهات بين الشرطة والمحتجين حتى وقت متأخر من الليل.
وتأتي هذه التطورات في سياق موجة من الاحتجاجات المتصاعدة التي اندلعت منذ ليل الأربعاء في مدينتي فرباس وباتشكا بالانكا، حيث طالب المتظاهرون بإجراء انتخابات مبكرة، معتبرين أن الحكومة فقدت شرعيتها.
وترتبط جذور هذه الأزمة بحادث مأساوي وقع في 1 تشرين الثاني 2024، حين انهار سقف مظلة في محطة السكك الحديدية بمدينة نوفي ساد، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً. وقد فتح الحادث الباب أمام تحقيقات واسعة، انتهت في 1 آب 2025 باعتقال 12 شخصاً، بينهم وزير البناء والبنية التحتية السابق توميسلاف موميروفيتش، وخلفه غوران فيسيتش، الذي كان يخضع للعلاج في المستشفى وقت توقيفه.
وتتهم الحكومة الصربية جهات خارجية بالوقوف وراء الاحتجاجات، معتبرة أنها منظمة من قبل أجهزة استخبارات غربية وفق ما وصفته بـ"سيناريو الثورات الملونة". وفي السياق نفسه، أكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن المشاعر المعادية للحكومة، خاصة بين فئة الشباب، يتم تحريضها وتمويلها من بروكسل، في إطار محاولات لزعزعة استقرار البلاد.
وتعكس هذه الأحداث احتدام الأزمة السياسية والاجتماعية في صربيا، وسط تصاعد الغضب الشعبي من طريقة تعامل الحكومة مع كارثة نوفي ساد، وتنامي الدعوات المحلية والدولية لإجراء إصلاحات سياسية شاملة، في حين تصر السلطات على أن ما يجري يستهدف ضرب استقرار البلاد.