أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنّ إخلاء مدينة غزة من سكانها "لا مفر منه"، في إطار خطة أقرتها حكومة بنيامين نتنياهو للسيطرة على كبرى مدن القطاع، والتي يعيش فيها نحو نصف سكانه البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة.
وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي إنّ على السكان "الانتقال إلى مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي"، مؤكداً أنّ العملية ضرورية "لتفكيك البنية التحتية" التابعة لحركة حماس.
ميدانياً، أفاد شهود عيان بأنّ دبابات إسرائيلية توغلت ليل الثلاثاء في حي عباد الرحمن على الطرف الشمالي لمدينة غزة، حيث قصفت منازل وأجبرت السكان على الفرار، قبل أن تنسحب صباح اليوم إلى أطراف جباليا شمالاً. لكن القصف استمر على أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة في شرق المدينة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ 33 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر الأربعاء، فيما أصيب آخرون في غارات متفرقة استهدفت مناطق مختلفة من القطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّ قواته قتلت القيادي البارز في حماس محمود الأسود، رئيس جهاز الأمن العام للحركة في غرب غزة، في غارة بتاريخ 22 آب، وهو ما لم تؤكده الحركة بعد.
تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى شن هجوم واسع على مدينة غزة التي تصفها بأنها "المعقل الأخير" لحركة حماس، بعد عمليات عسكرية استمرت لأشهر في شمال القطاع ووسطه. وتشير تقديرات دولية إلى أنّ أي عملية تهجير واسعة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية، خصوصاً أن البنية التحتية في جنوب القطاع غير مؤهلة لاستيعاب مئات آلاف النازحين.
وكان أكثر من 200 دبلوماسي أوروبي قد وجّهوا قبل أيام رسالة تطالب بتحرّك عاجل لوقف الحرب في غزة، وسط تحذيرات من اتساع رقعة المجاعة والانهيار الصحي.