في هذا الإطار، أشار الخبير العسكري الدكتور علي حمية، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "الأقمار الصناعية عادةً ما تكون لها دورة حياة محدودة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات كحد أقصى، ليُصار بعدها إلى تجديدها عبر إطلاق أقمار جديدة. ومن هذا المنطلق، فإن "أوفيك 19" ليس سوى بداية لسلسلة قد تضم عشرين قمرًا من الطراز نفسه.
وأضاف حمية أنّ المعلومات المتداولة عبر الإنترنت تكتفي بالإشارة إلى أنّ القمر مخصص للتجسس ورصد أماكن إطلاق الصواريخ، لكنّ ما لم يُكشف بعد هو طبيعة المهام الدقيقة التي يمكن أن ينفذها. وهنا يطرح السؤال: هل يعمل القمر الصناعي فقط على الرصد البصري والاستطلاع، أم أنّه يمتلك أيضًا قدرات متقدمة مرتبطة بأنظمة الملاحة مثل GPS، أو القدرة على تتبع الصواريخ التي تعتمد على القصور الذاتي والأنظمة الجيروسكوبية؟
وتابع أنّ الجانب الآخر من النقاش يرتبط بما إذا كان "أوفيك 19" جزءًا من سلسلة أقمار صناعية تدخل في إطار مشاريع استراتيجية أوسع، بينها ما وصفته الولايات المتحدة بـ"القبّة الذهبية"، وما إذا كانت إسرائيل تستخدم هذه الإصدارات الفضائية لتعزيز موقعها داخل التحالفات الإقليمية والدولية.
وختم حمية بالإشارة إلى أنّ "أوفيك 19" لا يمكن التعامل معه كقمر صناعي اعتيادي للتجسس فقط، بل هو أداة متقدمة قد تحمل أبعادًا تتجاوز حدود المراقبة التقنية، لتكرّس إسرائيل كقوة فضائية عسكرية ناشطة في المنطقة.