ويرى الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان ما زال محتملاً، لكن نسبة الاحتمال عالية جدًا. ويعتقد أنه بعد العدوان الإسرائيلي على قطر، باتت كل الأمور مفتوحة، وليس في لبنان فقط. هناك حديث عن أكثر من دولة إقليمية، من قطر إلى سوريا إلى تركيا، وبدون شك لبنان.
ويُلفت إلى أن المصريين في حالة قلق واستنفار، وهم ، بحسب المعلومات ، أبلغوا الإسرائيليين والأمريكيين بأن أي اعتداء قد يطال مسؤولًا أو قائدًا فلسطينيًا في القاهرة، لن تمرّ عليه القاهرة بصمت.
ويربط شومان بين ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والتصعيد المتوازي في دول أخرى، ما يعني أن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على لبنان، بل يشمل دولًا دخلت دائرة الاستهداف، مثل مصر وتركيا، مع استمرار الضربات الإسرائيلية على سوريا.
أما بالنسبة للبنان، فهو من بين من يُقدّرون أن هناك احتمالًا كبيرًا وواسعًا لتصعيد العدوان الإسرائيلي. ويُشير إلى ما حصل أمس، حيث قام العدو الإسرائيلي بفرض "زنار نار" من البقاع إلى الجنوب. وقبل ذلك، وخلال الأيام الستة الماضية، تم تسجيل أكثر من زنار نار يوميًا على مناطق لبنانية مختلفة، وهو ما يُشكّل تصعيدًا غير مسبوق، ويُحذّر من أن زنار النار هذا قد يتوسّع أكثر.
ويُقلّل شومان من فعالية الإجراءات اللبنانية والقرارات الحكومية، معتبرًا أنها لن تشكّل حافزًا للولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، فـالأمريكيون لا يضغطون على إسرائيل في أي مكان: لا في لبنان، ولا في سوريا، ولا حتى في قطر، وقد يأتي الدور لاحقًا على تركيا وربما مصر أيضًا.
ويشدد على أن المسألة الأمنية، بالنسبة للأمريكيين، يُحدّدها الإسرائيليون، من حيث الخطوط والمساحات. وبالتالي، لا توجد لا ضغوط أمريكية ولا حتى ضمانات أمريكية للبنان.
ويُذكّر شومان بالسؤال المشترك الذي طرحه الرؤساء الثلاثة في لبنان على الموفد الأمريكي توماس باراك حول تقديم ضمانات أمريكية لوقف العدوان، فجاء الرد واضحًا: "لا ضمانات، ولا نُلزم إسرائيل بأي شيء، ولا نجبرها على ما لا تريده".
ما يعني ، بحسب شومان ،أن النقاش انتهى من وجهة نظر واشنطن، ولا حاجة لمزيد من الأسئلة حول الضمانات. وبالتالي، لا ضغط أمريكي على إسرائيل ولا معارضة حقيقية لما تراه إسرائيل أمنًا قوميًّا. وحتى لو وُجدت معارضة سياسية، فإنها لا تنعكس ميدانيًا، وهذه ثابتة ، برأيه ، في العلاقات الأمريكية–الإسرائيلية منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
أما عن احتمال توجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران أو العكس، في ظل التوترات التي أوردتها الصحافة العبرية، فلا يتردد شومان في القول إن هناك حديثًا يوميًا من الإسرائيليين عن تجديد العدوان على إيران، وبالمقابل، التحليل الإيراني والرؤية الإيرانية تؤكدان أن هناك مواجهة مقبلة مع إسرائيل.
فكلا الطرفين يتحدثان عن تجدّد المواجهة والحرب، لكن السؤال يبقى: كيف ستكون هذه الحرب؟ هل ستكون مشابهة لما حصل في حزيران الماضي؟ أم أوسع؟ أم أقل حدة؟
ويُوضّح شومان أن أحدًا لا يمكنه أن يُقدّر شكل الحرب أو مضمونها. لكن، من خلال متابعة المواقف الإيرانية والصحافة الإيرانية، إلى جانب الخطاب الإسرائيلي، يبدو أن الطرفين يتعاملان مع الأمر على أساس أن المواجهة المقبلة قد تقع في أي لحظة ، غدًا أو في أي وقت ، بصرف النظر عن التوقيت الدقيق.