المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 21 أيلول 2025 - 10:16 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

تحقيق إسرائيلي يكشف المستور: هكذا تسلل الموساد إلى معقل نصرالله

 تحقيق إسرائيلي يكشف المستور: هكذا تسلل الموساد إلى معقل نصرالله

كشفت تسريبات صحافية وتقارير استخباراتية أنّ العملية التي استهدفت الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لم تكن مجرّد ضربة جوية عادية، بل جاءت نتيجة تخطيط استخباراتي معقّد استمر لأشهر عدّة.


ووفق ما ورد، حملت العملية اسم "عملية النظام الجديد"، وارتكزت على اختراق بري خطير نُفّذ تحت غطاء قصف جوي كثيف، ما أتاح للعملاء التسلل إلى محيط المخبأ المحصّن وزرع أجهزة ميدانية متطورة. هذه الأجهزة وفّرت للطائرات الإسرائيلية قدرة على توجيه ضربات دقيقة وعالية التأثير. بحسب التسريبات، تسلّلت وحدة ميدانية تابعة للموساد إلى منطقة حارة حريك في قلب الضاحية الجنوبية، محمّلة بتقنيات متقدمة أخفيت داخل طرود مموّهة. وتمت العملية في توقيت متزامن مع غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتشتيت انتباه فرق الحماية وإبعادها عن المخبأ.


مصادر أمنية وصفت الخطوة بأنها "مجازفة من العيار الثقيل"، إذ قدّرت احتمالات خروج العناصر المنفذين سالمين من المنطقة بنسبة لا تتجاوز 50% في ظل كثافة النيران ومخاطر القبض عليهم من قبل حزب الله. الوثائق المسرّبة أظهرت أن الأجهزة التي زُرعت طُوّرت عبر تعاون بين الموساد ووحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200 وسلاح الجو، إلى جانب شركات تقنية محلية. وتميّزت هذه الأجهزة بقدرتها على اختراق البنية التحتية تحت الأرضية، وتوجيه القنابل الذكية لاختراق التحصينات المعقدة. خبراء عسكريون وصفوا هذه التقنية بأنها من أبرز التطورات في مجال "حروب الظل" والعمليات ضد الأهداف عالية القيمة.


في مساء 27 أيلول، وبعد تفعيل الأجهزة الميدانية، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات دقيقة استخدم فيها قنابل خارقة للتحصينات. وبحسب الرواية الإسرائيلية، أسفرت الضربة عن استشهاد نصر الله وعدد من القياديين البارزين، إضافة إلى تدمير مركز قيادة يُعتقد أنّه كان مسؤولًا عن التنسيق العملياتي مع إيران. مصادر أمنية إسرائيلية اعتبرت العملية "نقطة تحوّل استراتيجية" في المواجهة مع حزب الله، ورأت أنها تفتح الباب أمام نمط جديد من العمليات التي تدمج الاستخبارات بالتكنولوجيا العسكرية. إلا أن التسريبات أكدت وجود انقسام داخلي داخل القيادة الإسرائيلية قبل اتخاذ القرار، إذ حذّرت أطراف سياسية وعسكرية من تداعيات محتملة قد تصل إلى حرب شاملة مع إيران. لكن قيادة الموساد ضغطت للمضي في العملية، معتبرة أنّ "الفرصة ذهبية ولا يجوز تفويتها".


ردّ حزب الله جاء سريعًا عبر هجمات صاروخية واستهدافات بطائرات مسيّرة لمواقع في شمال إسرائيل، ما أدى إلى تصعيد حاد على الجبهة الشمالية، تخللته اشتباكات محدودة وتحركات عسكرية واسعة على جانبي الحدود. الغارات تسببت بدمار واسع في الضاحية الجنوبية وأضرار كبيرة في الأحياء المدنية، ما أثار موجة انتقادات داخلية وإقليمية بشأن شرعية هذه العمليات وتأثيرها على المدنيين. ويرى مراقبون أن نجاح العملية عسكريًا لا يضمن بالضرورة تحقيق مكاسب سياسية أو استراتيجية دائمة، إذ أنّ المنطقة تقف على حافة تصعيد أوسع قد يمتد إلى جبهات إقليمية أخرى. وفي المحصلة، أظهرت العملية مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات نوعية داخل بيئات حضرية معقدة، لكنها كشفت في المقابل هشاشة التوازن الأمني وخطورة الانزلاق إلى حرب شاملة نتيجة أي قرار غير محسوب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة