“ليبانون ديبايت”
شهدت بيروت خلال الساعات الماضية جولة سياسية لافتة للموفد السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، حملت رسائل اقتصادية وسياسية متشابكة، عكست اهتمام الرياض بإعادة وضع لبنان على سكة الإعمار والاستقرار.
فمنذ وصوله مساء الجمعة، التقى الأمير يزيد عدداً من الشخصيات البارزة، حيث استهل جولته بلقاء رئيس الجمهورية فور وصوله، كما التقى مساء السبت رئيس الحكومة نواف سلام الذي استقبله على مأدبة عشاء. ثم تتابعت سلسلة اللقاءات على مدى يومي السبت والأحد.
وفي هذا السياق، أجرى الأمير يزيد اتصالاً مطوّلاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في الجنوب، كما عقد جلسة طويلة مع المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل. ونقلت مصادر عن الأمير تأكيده أن “الرئيس بري ركن أساسي وحجر زاوية في بناء الدولة في لبنان، ومن دونه لا يوجد من يمثّل الطائفة الشيعية في أي حوار”، مشدداً على “غلاوة الدم اللبناني الذي يوازي مكانة الدم الشيعي السعودي”، معتبراً أن “كليهما غالٍ جداً”.
كما شملت لقاءاته النائب حسن مراد، وكتلة الاعتدال الوطني، والنائب عبد الرحمن البزري، إضافة إلى لقاء مطوّل مع النائب فيصل كرامي الذي وُصف بأنه الأطول ضمن جولته. كذلك التقى النواب وضاح الصادق، إبراهيم منيمنة، وفؤاد مخزومي، والدكتور أحمد دباغ ممثلًا “الأحباش”. ولم تغب الساحة المسيحية عن جولته، حيث عقد لقاءً سياسياً مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي حظي باهتمام خاص من الأمير.
وخلال هذه اللقاءات، طرح الأمير يزيد تساؤلات لافتة: “هل سبق أن دفعت المملكة فلساً واحداً لتمويل حرب في لبنان؟ وهل موّلت أي اقتتال داخلي؟”. وأكد أن “منذ عهد الملك المؤسس وصولاً إلى عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كانت المملكة دائماً داعية إلى وحدة لبنان واللبنانيين”. وأضاف أن رؤية الأمير محمد تقوم على البناء والازدهار، مشدداً على أن “المملكة لا ترى في الحروب خياراً، بل في الإعمار والتنمية”.
ختاماً، عكست جولة الأمير يزيد بن فرحان، بما تخللته من لقاءات مع مختلف القوى السياسية والكتل النيابية، إشارات سعودية جديدة إلى أن بيروت باقية ضمن أولويات المملكة، ولكن على قاعدة دعم الاستقرار والإعمار، لا الدخول في نزاعات أو تمويل مواجهات.