أثار اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالجنرال الأميركي ديفيد بتريوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن اجتمعا في جلسة ضمن مؤتمر جامعة "كونكورديا" حول الأمن والديمقراطية، الاثنين في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
العبارة التي رددها الشرع "من ميدان الحرب إلى ميدان الحوار" تصدّرت التفاعلات الإلكترونية، واعتبرها كثيرون تعبيراً مكثفاً عن مفارقة لافتة: فالـ"سي آي إيه" كانت قد رصدت سابقاً مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع، بينما وقف اليوم وجهاً لوجه مع مديرها الأسبق.
بتريوس استقبل الشرع باللغة العربية قائلاً: "السلام عليكم سيدي الرئيس"، وهو ما اعتبره ناشطون لحظة رمزية تختصر تحولات كبرى في مسار المنطقة، خصوصاً أن بتريوس كان قائداً للقوات الأميركية في العراق حينما كان الشرع معتقلاً هناك.
مغردون وصفوا اللقاء بأنه "عجيب"، مؤكدين أن المفارقة تكمن في أن الجنرال الذي واجه مقاتلي المعارضة المسلحة صار يحيّي أحد قادتهم السابقين وقد أصبح رئيساً لسوريا. فيما رأى آخرون أن الحوار بينهما عكس تحوّلاً غير تقليدي في المشهد السياسي، إذ تبادلا الضحك خلال النقاش وكأنهما يستعيدان تجربة "اختبار الأعداء" لكن على طاولة الحوار.
كما اعتبر محللون أن الشرع قدّم خلال النقاش رؤية واضحة للصراع العربي الإسرائيلي من منظور إدارته الجديدة، وظهر واثقاً ومتماسكاً في طرحه، ما يعزز موقعه أمام العواصم الغربية. وذهب بعض المعلقين إلى القول إن صورة الشرع إلى جانب بتريوس تصلح لتكون "كتاباً مختصراً في السياسة"، بعنوان: هذه هي السياسة.
وبحسب ناشطين، فإن اللقاء سيكسب الشرع نقاطاً إضافية على الساحة الدولية، نظراً لأسلوبه الهادئ وثقافته الواسعة وخلفيته العسكرية، ما يجعله يظهر كـ"لاعب إقليمي" قادر على التفاوض على طاولة الكبار.