اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الخميس 25 أيلول 2025 - 11:25 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

بين خطاب بزشكيان الهادئ وتحذيرات ماكرون… إيران أمام ساعات حاسمة

بين خطاب بزشكيان الهادئ وتحذيرات ماكرون… إيران أمام ساعات حاسمة

تتصدر طهران واجهة الاهتمام الدولي مع اقتراب مهلة أوروبية قد تعيد فرض العقوبات الأممية المجمّدة بموجب اتفاق 2015 النووي.


في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قدّم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لهجة هادئة، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى السلاح النووي، لكنه شدد على أن إيران "لن تستسلم" أمام العقوبات والضغوط. في المقابل، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيرًا صارمًا، واضعًا إيران أمام خيارين: السلام أو العقوبات.


رغم التوقعات بالتصعيد، ابتعد بزشكيان عن مهاجمة الولايات المتحدة وإسرائيل، في محاولة لتقديم صورة أكثر براغماتية. لكنه أصر على تمسك بلاده بملفات إقليمية حساسة مثل غزة وحزب الله.

المحلل طارق وهبي رأى أن هذا الخطاب يعكس الفجوة بين مؤسسة الرئاسة الإيرانية التي تحاول فتح نافذة للحوار، ومحيط المرشد علي خامنئي الذي يتمسك بخطاب متشدد قائم على المواجهة.


ماكرون حذّر من أن إيران أمام "ساعات حاسمة". التهديد لا يستند إلى موقف سياسي فقط، بل إلى آلية قانونية في الاتفاق النووي تعرف بـ"سناب باك" أو آلية الزناد، والتي تسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية في حال الإخلال بالتزامات التخصيب والرقابة.


الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثّقت وجود 408 كلغ من اليورانيوم المخصب بمستويات تتجاوز المسموح به. هذا الرقم يثير تساؤلات حادة: أين يذهب المخزون؟ وأين تخفيه إيران؟.

هذه الشكوك تهدد أي محاولة لإعادة بناء الثقة، خصوصًا أن أوروبا تقبل مبدئيًا استمرار البرنامج النووي الإيراني لأغراض مدنية، شرط الالتزام بسقف تخصيب لا يتجاوز 4%.


يرى مراقبون أن طهران تمارس سياسة كسب الوقت، عبر إبقاء خطوط التفاوض مفتوحة لتأجيل العقوبات، بينما تراهن على احتمالات فتح قنوات مع واشنطن أو أطراف أخرى. لكن صبر أوروبا يوشك على النفاد، ومع نهاية الشهر الجاري قد تصبح العقوبات واقعًا لا مفر منه.


رغم أن إيران راكمت خبرة في التعايش مع العقوبات، إلا أن كلفتها باهظة: تضخم متسارع، تدهور العملة، وانكماش اقتصادي يضغط على المواطنين. هذه الضغوط قد تدفع نحو تصاعد التيار المتشدد، لكنها أيضًا قد تحدّ من قدرة النظام على الاستمرار في سياسات التمدد الخارجي.


ملف إيران لا يُقرأ بمعزل عن الإقليم. حضور مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعات القاهرة الأخيرة يثبت أن البرنامج النووي الإيراني قضية شرق أوسطية بامتياز. أوروبا، بخلاف النهج الأميركي الأكثر تشددًا، لا تزال منفتحة على خيار إبقاء البرنامج لأغراض مدنية، لكن ارتباط إيران بحركات مسلحة مثل حزب الله يضعف حججها.


النتيجة أن المشهد اليوم قائم على معادلة واضحة: إما التزام شفاف يفتح باب المفاوضات، أو عقوبات تعمّق عزلة إيران. وبين خطاب رئاسي هادئ وخطاب متشدد صادر عن قلب السلطة، تقف إيران أمام اختبار مصيري سيحدد مستقبلها النووي ومكانتها في النظام الدولي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة