ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور شخصيات علمائية وسياسية واجتماعية وحشد من المؤمنين. وفي خطبته الدينية والسياسية، شدّد على قيمة الصبر في مواجهة البلاء والرضا بقضاء الله، مؤكداً أن هذه القيمة تمنح الإنسان قوة وصلابة أمام التحديات.
وفي الشأن السياسي، اعتبر أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ عام لا يزال يهدف إلى تحقيق ما فشل في إنجازه خلال الحرب، من احتلال وتدمير منهجي للقرى الحدودية وارتكاب المجازر، مشيراً إلى ما جرى في الأسبوع الماضي حين استشهد ثلاثة أطفال مع والدهم في مجزرة جنوبية، في محاولة للضغط على الأهالي ودفعهم إلى ترك أرضهم. وأشاد بصمود سكان الشريط الحدودي وتمسكهم بأرضهم، داعياً الحكومة اللبنانية إلى بذل الجهود اللازمة لتأمين مستلزمات بقائهم وإعادة إعمار قراهم.
وانتقد فضل الله تصريحات المبعوث الأميركي الأخيرة، معتبراً أنها خطيرة لأنها تتجاهل اعتداءات إسرائيل وتلقي باللوم على الدولة اللبنانية وتطالبها بالإسراع في نزع سلاح المقاومة، في الوقت الذي تغضّ فيه الطرف عن الخروق الإسرائيلية المتواصلة. ورأى أنّ هذا الموقف يعكس ضغطاً على لبنان لتطويعه ومنحاً للعدو حرية مواصلة اعتداءاته.
وأكد أنّ اللبنانيين في هذه المرحلة أحوج ما يكونون إلى الوحدة الداخلية وتجنب أي قرارات تؤدي إلى توتر داخلي، خصوصاً بعد ما جرى أخيراً في صخرة الروشة، مشدداً على ضرورة معالجة تداعيات ما حصل بالحكمة والعقل، حفاظاً على الوحدة الوطنية والإسلامية ومنعاً لاستغلال الأوضاع من قبل من لا يريدون خيراً للبنان.
كما توقف عند المستجدات الإقليمية والدولية، ولا سيما الدعم الدولي الواسع لفلسطين في الأمم المتحدة، معتبراً أنّ هذا الأمر يعكس عزلة متزايدة لإسرائيل ويمثل ولادة مناخ سياسي مؤيد للقضية الفلسطينية. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى بذل خطوات عملية لوقف ما وصفه بـ"حرب الإبادة" ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، مؤكداً أن شبه الإجماع العالمي إلى جانب فلسطين يفتح الباب أمام تحرك فعلي وفاعل.
وفي ختام خطبته، أحيا السيد فضل الله ذكرى مرور عام على الحرب الإسرائيلية على لبنان وما خلّفته من دمار وشهداء وجرحى وتهجير، مستذكراً الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، ومعتبراً أنّ شهادتهما جسّدت أسمى معاني التضحية والفداء وأعطت نموذجاً في البسالة والصمود.