أقيمت "وقفة الوفاء والولاء" عند أعتاب السيد حسن نصرالله في ليلة العروج، حيث توافد المشاركون لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله.

الفعالية التي تخلّلها رفع صور الشهيد وإضاءة الشموع وترديد الشعارات، شكّلت محطة وجدانية عبّرت عن التمسك بخطه ونهجه، واستحضار مواقفه التي طبعت مسيرة المقاومة.

وشارك في الوقفة حشود من مختلف المناطق اللبنانية، إلى جانب وفود شبابية وطلابية، أكدوا في كلماتهم أن "الوفاء للشهيد القائد سيبقى عنوان المرحلة، وأن وصاياه ستظل بوصلة الطريق نحو فلسطين والقدس".

أضاءت العاصمة بيروت ليلتها بصورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي رُسمت على صخرة الروشة، في فعالية رمزية حملت دلالات الوفاء والولاء لذكراه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده.
وتحوّلت الصخرة، أحد أبرز معالم بيروت السياحية والوطنية، إلى منصة مضيئة بصورة الشهيد، وسط حضور جماهيري واسع توافد من مختلف المناطق اللبنانية. ورفع المشاركون الأعلام واللافتات، وردّدوا شعارات أكدت استمرار السير على نهج المقاومة الذي قاده نصرالله لعقود.

وقد جاءت هذه الخطوة كجزء من سلسلة الفعاليات التي تشهدها بيروت والمدن الجنوبية إحياءً للذكرى، والتي تتضمن وقفات جماهيرية، ندوات فكرية، ومعارض صور توثّق مسيرة نصرالله منذ بداياته وحتى استشهاده.
وأكد منظمو الفعالية أن "إضاءة الروشة بصورة الشهيد نصرالله، هي رسالة بأن بيروت ستبقى حاضنة للمقاومة، وعاصمة للثبات والوفاء للشهداء".
وكان قد وُلد نصرالله في مدينة بيروت ونشأ في بيئة جنوبية عرفت قسوة الاحتلال ومعاناة التهجير، فانخرط منذ شبابه المبكر في العمل السياسي والجهادي. ومع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، برز كأحد القادة الشباب الذين حملوا السلاح دفاعًا عن الجنوب والبقاع والضاحية.
تسلّم نصرالله الأمانة العامة لحزب الله عام 1992 بعد استشهاد السيد عباس الموسوي، ومنذ ذلك الحين تحوّل إلى قائد استثنائي جمع بين الحضور السياسي والصلابة الميدانية. قاد المقاومة في سنوات مفصلية، أبرزها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، التي انتهت بانسحاب الجيش الإسرائيلي في أيار 2000، في إنجاز وصف بأنه أول هزيمة استراتيجية لإسرائيل على يد مقاومة عربية.
واصل نصرالله دوره القيادي خلال حرب تموز 2006، حيث أثبتت المقاومة قدرة عالية على الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، واعتُبرت نتائج الحرب بمثابة منعطف تاريخي عزز موقع حزب الله في الداخل والخارج. خطبه خلال تلك المرحلة، ولا سيما إعلانه استهداف البارجة الإسرائيلية "ساعر 5"، شكّلت لحظات مفصلية لا تزال راسخة في ذاكرة اللبنانيين والعرب.

وخلال السنوات الأخيرة، قاد نصرالله خط المقاومة في ظل تعقيدات داخلية وإقليمية كبرى، فكان خطابه منصة للدفاع عن قضايا المنطقة، وفي طليعتها فلسطين والقدس. بقي حاضراً على المنابر ببياناته ورسائله التي عبّرت عن وضوح في الرؤية وصلابة في الموقف، مؤكداً أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
في العام الماضي، رحل السيد حسن نصرالله شهيدًا بعد مسيرة حافلة بالنضال، تاركًا إرثًا كبيرًا من المواقف والتضحيات، ومجدداً بإستشهاده مكانته كأحد أبرز الرموز في تاريخ لبنان والمنطقة. وقد شكّل استشهاده محطة مفصلية في مسيرة المقاومة، إذ أكّد أن خطه ونهجه سيبقيان حاضرَين في وجدان أجيال كاملة، وأن دماءه ستظل وقودًا لاستمرار الصراع حتى تحرير الأرض.
وكان قد شكّل السيد نصرالله خلال ثلاثة عقود قائدًا سياسيًا وعسكريًا استثنائيًا في مواجهة إسرائيل، واستطاع أن يحوّل المقاومة في لبنان من مجموعات محلية محدودة الإمكانيات إلى قوة إقليمية ذات تأثير استراتيجي. يُنظر إليه اليوم كأحد أبرز الشخصيات التي غيّرت معادلات الصراع العربي – الإسرائيلي، من خلال انتصاري 2000 و2006، ومن خلال مواقفه الثابتة في دعم فلسطين ورفض الإملاءات الأميركية والإسرائيلية.
