ذكرت صحيفة "مكان" الإسرائيلية أن عدداً من عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة تلقّوا مكالمات مصوّرة من عناصر في حركة "حماس" سمحت لهم بالتحدث مع ذويهم، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها جزء من "التحكم الإعلامي والنفسي" الذي تمارسه الحركة في يوم الإفراج عن دفعة جديدة من المحتجزين.
وبحسب التقرير، تلقّت عائلات كل من متان تسانغاوكر، نمرود كوهين، داوود وأريئيل كونو، وألون أهيل، مكالمات مصوّرة مباشرة من داخل غزة، حيث ظهر الرهائن في مواقع احتجازهم قبل ساعات من إطلاق سراحهم، فيما سُمِع المسلحون وهم يطلبون من العائلات إرسال تسجيلات الفيديو إلى وسائل الإعلام.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه المكالمات جاءت ضمن ما وصفته بأنه "حملة توعية نفسية" من قبل "حماس"، تهدف إلى التحكم الكامل في الصور والمقاطع التي ستُنشر يوم تنفيذ الاتفاق. وأضافت أن بعض العائلات رفضت في البداية الرد على الأرقام غير المعروفة، قبل أن تدرك أن المتصلين هم أفراد من "حماس" يتيحون لهم فرصة قصيرة للتحدث مع أقاربهم.
وفي مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية، قالت سيلفيا كونو، والدة الرهينين داوود وأريئيل، إنها "في البداية رفضت المكالمة لأنها لم تتعرف على الرقم، لكن عندما أجابت شاهدت ولديها وقالت لهما إنها تحبهما"، مضيفةً أن "ملامحهما كانت جيدة رغم التعب، وكان شعر داوود أبيض قليلاً".
من جانبه، قال يوتام كوهين، شقيق نمرود كوهين، إنه تمكن من رؤيته خلال مكالمة قصيرة واصفاً إياه بأنه "قوي ووسيم كما كان دائمًا"، وأكد أن العائلة تنتظر لحظة اللقاء به بعد عامين من الأسر.
وأفادت التقارير بأن "حماس" كانت قد حذّرت سكان غزة، عبر جهاز الأمن الداخلي التابع لها، من تصوير أو تسريب أي معلومات عن مواقع الأسرى أو تحركاتهم أثناء تنفيذ عملية الإفراج، في مسعى منها للحفاظ على السرية التامة للتحركات الميدانية.
وأوضحت الصحيفة أن التنظيم الفلسطيني أدار كامل عملية التواصل والتوثيق بنفسه، مشيرةً إلى أن جميع التسجيلات التي سُمح بنشرها خضعت لمراجعة مسبقة من قبل عناصره.
في نهاية التقرير، نشرت "ماكو" مجموعة من الصور والمقاطع التي توثق تلك المكالمات بين الرهائن وعائلاتهم، قبل ساعات من الإفراج عنهم، في ما وصفته بأنه "توثيق نادر للحظات الأخيرة داخل الأسر".