عُقد، الإثنين، اجتماع غير معلَن في بريطانيا شارك فيه عشرات من كبار مسؤولي دول الشرق الأوسط وأوروبا إلى جانب مؤسسات مالية عالمية، بهدف بحث آليات إعادة إعمار قطاع غزة المدمّر.
وبالتوازي مع قمة شرم الشيخ المخصّصة لتوقيع وثيقة اتفاق غزة، استضافت وزارة الخارجية البريطانية اللقاء داخل قصر معزول في عمق الريف الجنوبي لإنكلترا، بعيدًا عن الكاميرات والتغطية الإعلامية.
وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان إن المؤتمر، الممتد على ثلاثة أيام، يهدف إلى إطلاق "جهود التخطيط والتنسيق الحيوية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة"، على أن تكون بقيادة فلسطينية.
وأكد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هاميش فالكونر: "يجب أن نكون مستعدين للتحرك، لإزالة الركام، وإعادة بناء المنازل، وإنشاء البنى التحتية، واستعادة إمكانية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية". وأضاف: "ندرك حجم المهمة، ونعرف مدى إلحاحها وتعقيدها"، مشيرًا إلى أن العملية "ستستغرق سنوات وتكلّف مليارات".
الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، خلّفت دمارًا واسعًا في أغلب مناطق القطاع وتسببت بتهجير معظم سكانه.
وفي السياق، أعلنت الحكومة البريطانية أن المحادثات المنعقدة في مركز ولتون بارك بمقاطعة ويست سوسكس، بإدارة وزارة الخارجية، جمعت "ممثلين لقطاع الأعمال والمجتمع المدني والحكومات لإطلاق جهود حيوية في التخطيط والتنسيق لمرحلة ما بعد الحرب في غزة".
وشاركت السلطة الفلسطينية إلى جانب ممثلين من الأردن والسعودية وألمانيا وإيطاليا، كما حضر ممثلون عن البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لدعم ما وصفه فالكونر بـ"خطة الإعمار العربية".
وقال الوزير البريطاني: "علينا أيضًا أن نمهّد للتنمية الاقتصادية الطويلة الأمد"، مؤكدًا أن "لدى غزة، وفلسطين بشكل عام، إمكانات اقتصادية حقيقية". وأشار إلى أن المحادثات ناقشت كيفية "تأمين الموارد الهائلة المطلوبة، ليس فقط من خلال التمويل التقليدي من المانحين، بل أيضًا عبر التفكير بإبداع لجذب رؤوس الأموال الخاصة".
وختم فالكونر بالإشارة إلى أن بريطانيا "في موقع مميز للمساعدة، بفضل خبرتها العميقة في مجال الاستثمارات الخاصة وصلاتها الوثيقة بمدينة لندن المالية".